للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها: أنه سبب إفشاء حفصة إلى عائشة للحديث الذي أسره إليها، واختلف - أيضاً - في الذي أسره، فقيل: إنه تحريمه لمارية (١) أسرَّه إلى حفصة, وقال: لا تخبر به عائشة، فأخبرت به عائشة، أو تحريمه للعسل (٢).

وقيل: إنه أسر إليها أن أباها يلي الأمر بعد أبي بكر، وقيل: بل سبب الإيلاء أنه - صلى الله عليه وسلم - فرَّق هديةً جاءت له بين نسائه, فلم ترضَ زينبُ جحشٍ بنصيبها، فزادَها مرة أخرى، فلم ترضَ فقالت عائشة: لقد أممت وجهك أن تردُّ عليك الهدية, فقال: "لأنتُن أهونُ على الله من أنْ تَغمني لا أدخل عليكن شهراً" أخرجه ابن سعد (٣) عن عمرة عن عائشة من طريق الزهري.

وقيل: بل سببه طلبهن النفقة، أخرجه مسلم (٤) من حديث جابر.

قال الحافظ ابن حجر (٥): اللائق بمكارم أخلاقه, وسعة صدره، وكثرة صفحه أن تكون هذه الأسباب سبباً لاعتزالهن، وسيأتي في تفسير سورة التحريم الحديث بطوله إن شاء الله تعالى.


(١) أخرجه الطبراني في "الأوسط" رقم (٢٣١٦).
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ١٢٧) وقال: رواه الطبراني .. من طريق موسى بن جعفر بن أبي كثير، عن عمه، قال الذهبي: مجهول ساقط، وخبره ساقط، وأخرجه أيضاً العقيلي في "الضعفاء الكبير" (٤/ ١٥٥) في ترجمة موسى بن جعفر هذا، وقال: لا يصح إسناده.
والخلاصة: أن الحديث ضعيف جداً، والله أعلم.
(٢) أخرجه البخاري رقم (٤٩١٢) ومسلم رقم (١٤٧٤) من حديث عائشة.
(٣) في "الطبقات" (٨/ ١٩٠).
(٤) في "صحيحه" رقم (٢٩/ ١٤٧٨).
(٥) ذكر محمَّد بن إسماعيل الأمير في "سبل السلام" (٦/ ١٨٩ - ١٩٠) بتحقيقي.

<<  <  ج: ص:  >  >>