للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"ما لا يجتهد في غيره, وفي العشر الأواخر أشد" أي: في الاجتهاد؛ لأنه يلتمس فيها ليلة القدر.

قوله: "وكان يحيي ليله" أي: يسهره, وسَمَّاه إحياءً؛ لأن النوم أخو الموت، فمن سهر فقد أحيا ليله، وأحيا نفسه (١).

قوله: "وشدّ مئزره" كناية عن عدم قربانه النساء، كما فسّره المصنف، وقيل: عن التشمير للعبادة (٢).

قوله: "أخرجه الخمسة" [٢٨٩ ب].

الثالث: حديث (أنس):

٣ - وعن أنس - رضي الله عنه - قال: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُومُ فِي رَمَضَانَ, فَجِئْتُ فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَجَاءَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَامَ أَيْضًا حَتَّى كُنَّا رَهْطًا، فَلمَّا أَحَسَّ أَنَّا خَلْفَهُ جَعَلَ يَتَجَوَّزُ فِي الصَّلَاةِ، ثُمَّ دَخَلَ رَحْلَهُ فَصَلَّى صَلَاةً لَا يُصَلِّيهَا عِنْدَنَا. فَقُلْتُ لَهُ حِينَ أَصْبَحْتُ: أَفَطَنْتَ لَنَا اللَّيْلَةَ؟ قَالَ: "نَعَمْ، ذَاكَ الَّذِي حَمَلَنِي عَلَى الَّذِي صَنَعْتُ". أخرجه مسلم (٣). [صحيح]

"التَّجَوُّزُ" (٤) الإسراع في العمل وتخفيفه.

قوله: "لا يصليها عندنا" كأنه يريد أنه طوّل صلاته, وعندهم تجوّز فيها وخففها.


(١) ذكره الحافظ في "الفتح" (٤/ ٢٦٩).
(٢) قاله ابن الأثير في "النهاية" (١/ ٥٧).
وانظر: "فتح الباري" (٤/ ٢٦٩).
(٣) في "صحيحه" رقم (٥٩/ ١١٠٤).
(٤) قال ابن الأثير في "النهاية" (١/ ٣٠٨): أي خفَّفوا وأسرعوا بها، وقيل: إنّه من الجَوز، القطع والسّيْر.
وانظر: "المجموع المغيث" (١/ ٣٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>