للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "داخل رحله" (١) أي: منزله، وهو يدل على أنه صلى أولاً في المسجد.

وقوله: "ذلك" (٢) أي: الفطنة بكم، وذلك أنه تركهما لما يأتي من خشية ألَّا تفرض عليهم.

قوله: "أخرجه مسلم".

الرابع: حديث (عائشة):

٤ - وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: صَلَّى رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - فِي المَسْجِدِ فَصَلَّى بِصَلَاتِهِ نَاسٌ كَثِيرٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنْ القَابِلَةِ فَكَثُرُوا، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنْ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ. فَلمَّا أَصْبَحَ قَالَ: "قَدْ رَأَيْتُ صَنِعَكُمْ، فَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنْ الخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلَّا أَنَّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ" وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ. أخرجه الستة (٣) إلاَّ الترمذي. [صحيح]

قوله: "خشيت أن تفرض عليكم" قال البرماوي: لا تعارض بين هذا وبين قوله ليلة الإسراء: {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ} (٤) فإن ذلك المراد به في التنقيص كما يدل عليه السياق.


(١) قال الأزهري في "تهذيب اللغة" (/) رحل الرجل عند العرب هو منزله سواء كان من حجر أو مدر أو وبر أو شعر وغيرها.
(٢) كذا في الشرح وصوابه (ذاك) كما في نص حديث مسلم.
(٣) أخرجه البخاري رقم (١١٢٩، ٢٠١١)، ومسلم رقم (١٧٧/ ٧٦١)، وأبو داود رقم (١٣٧٣)، والنسائي (٣/ ٢٠٢) رقم (١٦٠٤). وأخرجه أحمد (٦/ ١٧٧)، وابن حبان رقم (٢٥٤٢)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٣/ ٤٩٢ - ٤٩٣)، وفي "الشعب" رقم (٣٢٦٧)، وفي "فضائل الأوقات" رقم (١١٩)، والبغوي في "شرح السنة" رقم (٩٨٩).
وهو حديث صحيح.
(٤) سورة ق الآية (٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>