للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأحاديث، ولا شك أن مدلول الكسوف لغة غير مدلول الخسوف؛ لأن الكسوف التغير إلى سواد، والخسوف النقصان أو الذل.

فإذا قيل في الشمس خسفت أو كسفت؛ لأنها تتغير ويلحقها النقص؛ ساغ ذلك وكذلك القمر، ولا يلزم من ذلك أن الخسوف والكسوف مترادفان.

وقيل (١): بالكاف في الابتداء وبالخاء في الانتهاء، وقيل: بالكاف لذهاب جميع الضوء وبالخاء لبعضه، وقيل: بالخاء (٢) لذهاب كل اللون وبالكاف لتغيره.

الأول: حديث (عائشة):

١ - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كَسَفَتْ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَامَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ فَأَطَالَ القِرَاءَةَ، ثمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَأَطَالَ القِرَاءَةَ، وَهِيَ دُونَ قِرَاءَتِهِ الأُولَى، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ وَهُوَ دونَ رُكُوعِهِ الأوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ, ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ فَصَنَعَ في الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ سَلَّم وَقَدْ تجَلتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ قامَ فَخَطَبَ النَّاسَ فقَالَ: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ لَا يُكْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لحِيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ الله تَعَالَى يُرِيهِمَا عِبَادَهُ, فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلَاةِ". أخرجه الستة (٣). [صحيح]

قوله: "فقام فصلى بالناس" ترجم البخاري (٤): باب الصلاة في كسوف الشمس.


(١) ذكره الحافظ في "الفتح" (٢/ ٥٣٥).
(٢) ذكره الحافظ في "الفتح" (٢/ ٥٣٥).
(٣) أخرجه البخاري رقم (١٠٤٦)، ومسلم رقم (٣/ ٩٠١)، وأبو داود رقم (١١٨٠)، والترمذي رقم (٥٦١)، وابن ماجه رقم (١٢٦٣)، والنسائي رقم (١٤٧٤ - ١٤٧٦) و (١٤٩٩، ١٥٠٠).
وأخرجه أحمد (٦/ ٨٧، ١٦٨)، ومالك في "الموطأ" (١/ ١٨٦).
(٤) في "صحيحه" (٢/ ٥٢٦ الباب رقم ١٦ - مع "الفتح").

<<  <  ج: ص:  >  >>