للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: أخرجه أبو داود، واللفظ له.

قوله: "وعبد الرحمن":

أقول: قال القرطبي (١): يلتحق بهذين الأسمين ما كان مثلهما مثل: عبد الرحيم وعبد الصمد.

قال: وإنما كانت أحب إلى الله؛ لأنها تضمنت ما هو وصف واجب لله، وما هو وصف للإنسان واجب له، ثم أضيف العبد الى الرب إضافة حقيقة فصدقت أفراد هذه الأسماء، وشرفت بهذا التركيب، فحصلت لها الفضيلة.

وقال غيره: الحكمة في الاقتصار على الاسمين أنه لم يقع في القرآن عبد الى اسم من أسماء الله غيرهما، قال تعالى: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ} (٢) وفي الآية الأخرى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ} (٣) ويؤيده قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} (٤).

ويناسب الأول ما أخرجه الطبراني (٥) مرفوعاً: "إذا سميتم فعبَّدوا".

وأخرج (٦) من حديث ابن مسعود مرفوعاً: "أحبّ الأسماء إلى الله ما يعبّد به".


(١) في "المفهم" (٥/ ٤٥٣).
(٢) سورة الجن الآية: (١٩).
(٣) سورة الفرقان الآية: (٦٣).
(٤) سورة الإسراء الآية: (١١٠).
(٥) في "المعجم الكبير" (ج/ ٢٠ رقم ٣٨٣) من حديث عبد الملك بن أبي زهير عن أبيه، وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٨/ ٥٠) وقال: وفيه أبو أمية بن يعلى، وهو ضعيف جداً.
(٦) أي: الطبراني في "المعجم الكبير" (ج ١٠ رقم ٩٩٩٢) وفي "الأوسط" رقم (٦٩٤) وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٨/ ٥٠) وفيه: محمَّد بن محصن العكاشي وهو متروك.

<<  <  ج: ص:  >  >>