للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: أما أمير الأمراء، فلفظ: أمير لا يطلق على الله تعالى بخلاف كبير الكبراء.

واختلف في التسمي بقاضي القضاة، أو حاكم الحكماء، واستدل من أجاز قاضي القضاة بحديث: "أقضاكم علي" (١) ورد بأنّ التفضيل وقع في حق من خوطب به، ومن يلحق بهم، فليس مساوياً لإطلاق التفضيل بالألف واللام يريد في قولهم: أقضى القضاة، ولا يخفى ما في ذلك من الجراءة، وسوء الأدب.

قال الشيخ محمَّد بن أبي حمزة: يلتحق بملك الأملاك: قاضي القضاة، وإن كان أشهر في بلاد الشرق من قديم الزمان إطلاق ذلك على كثير من القضاة.

وقد سلم أهل العرب من ذلك، فاسم كبير القضاة عندهم قاضي الجماعة، والصواب أنه لا يقال: قاضي القضاة إلا لله، فهو يقضي الحق، وهو خير القاضين، ومثله في القبح والكراهة قولهم: سيد الناس، وسيد الكل، أو الجميع، وليس ذلك إلا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاصة، كما قال: "أنا سيد ولد آدم" (٢).

قوله: "قال أحمد بن حنبل: سألت أبا عمرو":

قال النووي (٣): هذا هو إسحاق بن مرار - بكسر الميم - وقيل: مرار بفتحها وتشديد الراء كعمار، وقيل: بفتحها، وتحقيق الراء كغزال، وهو أبو عمرو اللغوي النحوي المشهور.


(١) تقدم تخريجه.
(٢) أخرجه مسلم رقم (٣/ ٢٢٧٨) وأبو داود رقم (٤٧٦٣) والترمذي رقم (٣٦١٥) من حديث أبي هريرة وأخرجه مسلم رقم (١/ ٢١٧٦) والترمذي رقم (٣٦٠٥) و (٣٦٠٦) وأحمد (٤/ ١٠٧) وابن حبان رقم (٦٢٤٢) من حديث واثلة بن الأسقع.
(٣) في شرحه لـ "صحيح مسلم" (١٤/ ١٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>