للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: إنَّ المعنى: أن حكم الخلوف والمسك عند الله على ضدَّ ما هو عندكم، وهذا قريب من الأول.

وقيل: المراد: أنَّ الله يُطيب نكهته في الآخرة، فتكون أطيب من ريح المسك، لا سيما بالإضافة إلى الخلوف (١).

وقال الداودي (٢): وجماعة المعنى: أنَّ الخلوف أكثر ثواباً من المسك المندوب إليه في الجمع، ومجالس الذكر، ورجحه النووي (٣).

وحاصله: حمل معنى الطيب على القبول والرضى، قال البغوي (٤): معناه: الرضى بفعله، وإليه ذهب جماعة من الأئمة، قال الخطابي (٥): طيبه عند الله رضاؤه به، وثناؤه عليه.

ووقع بين الشيخين ابن عبد السلام، وابن الصلاح تنازع في المسألة فذهب ابن عبد السلام إلى ذلك في الآخرة، كما في دم الشهيد.

واستدل بالرواية التي فيها: "يوم القيامة".

قلت: وهي التي أخرجها مسلم (٦) وأحمد (٧) والنسائي (٨) من حديث عطاء عن أبي صالح: "أطيب عند الله يوم القيامة".


(١) وانظر "فتح الباري" (٤/ ١٠٥).
(٢) ذكره الحافظ في "الفتح" (٤/ ١٠٦).
(٣) في "شرحه لصحيح مسلم" (٨/ ٣٠).
(٤) في "شرح السنة" (٦/ ٢٢٢).
(٥) في "أعلام الحديث" (٢/ ٩٤).
(٦) في "صحيحه" رقم (١٦٣/ ١١٥١).
(٧) في "المسند" (٢/ ٢٧٣).
(٨) في "السنن" رقم (٢٢١٦) وهو حديث صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>