للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ترجم له ابن الأثير (١) بقوله: الفرع الثاني في وجوبه بالشهادة وهو نوعان:

الأول: شهادة الواحد.

قوله: "جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إني رأيت الهلال".

قوله: "يعني هلال رمضان" نسب هذا ابن الأثير (٢) إلى الحسن ولفظه قال: الحسن في حديثه يعني هلال رمضان. انتهى.

والحديث يدل آخره على هذا المدرج، وهو دليل على قبول خبر الواحد (٣) في هلال رمضان، وأنه يكفي كونه مسلماً في الجملة، وذلك الزمان كان الصدق غالباً على أهله، فيقبل خبر الواحد من غير خبره بحاله، ويدل له قوله - صلى الله عليه وسلم -: "خير القرون قرني" (٤). إلى قوله: "ثم يفشوا الكذب" فحَصَر الكذب وفشوه من بعد القرون الثلاثة، وإذا فشا الكذب وجب التأني في الأخبار حتى يبحث عن حال الراوي، ويثبت في خبره، ولذا قال تعالى في خبر الفاسق: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} (٥) فإنَّه تعالى أمَرَ بتبيين خبر الفاسق، وذلك بالبحث عن حقيقته.


= وأخرجه ابن خزيمة رقم (١٩٢٣)، وابن حبان رقم (٣٤٤٦)، وابن أبي شيبة (٣/ ٦٨)، وأبو يعلى رقم (٢٥٢٩)، والدارمي (٢/ ٥)، والطحاوي في"مشكل الآثار" رقم (٧٨٢)، (٤٨٣، ٤٨٤)، وابن الجارود رقم (٣٧٩، (٣٨٠)، والحاكم (١/ ٤٢٤)، والبيهقي (٤/ ٢١١)، والدارقطني (٢/ ١٥٨)، والبغوي في "شرح السنة" رقم (١٧٢٤) من طرق. وهو حديث ضعيف، والله أعلم.
(١) في "الجامع" (٦/ ٢٧١).
(٢) في "الجامع" (٦/ ٢٧١ رقم ٤٣٨٣).
(٣) انظر: "المغني" (٤/ ٤١٦ - ٤١٧)، "الأم" (٣/ ٢٣٢)، "المجموع" (٦/ ٢٨٢)، "المنتقى" للباجي (٢/ ٣٦).
(٤) تقدم مراراً وهو حديث صحيح.
(٥) سورة الحجرات الآية: (٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>