للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦ - وعن طلق بن علي - رضي الله عنه - قال: قَالَ رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُوا، وَاشْرَبُوا، وَلاَ يَهِيدَنَّكُمُ السَّاطِعُ المُصْعِدُ حَتَّى يَعْتَرِضَ لَكُمُ الأَحْمَرُ". أخرجه أبو داود (١) والترمذي (٢). [حسن]

قوله: "ولا يهيدنَّكم". يقال: هدته أهيده: إذا أزعجته. وأصل الهِيد - بالكسر الحركة لا يزعجكم عن الأكل والشرب (٣).

"الساطع المصعد" في "النهاية" (٤): يعني الصبح الأول: المستطيل يقال: سطع الصبح يسطع فهو ساطع أول ما ينشق مستطيلاً. انتهى.

قوله: "الأحمر". هو المستطير - بالراء - في "النهاية" (٥) الفجر المستطير: هو الذي انتشر ضوءه فاعترض في الأفق، بخلاف المستطيل.

قوله: "أخرجه أبو داود والترمذي".

قلت: وقال (٦): حديث طلق بن علي حديث حسن غريب من هذا الوجه، والعمل على هذا عند أهل العلم، أنه لا يحرم على الصائم الأكل والشرب حتى يكون الفجر الأحمر المعترض، وبه يقول عامة أهل العلم. انتهى.

وللشيخين (٧) عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: هُوَ المُعْتَرِضُ، وَلَيْسَ بِالمُسْتَطِيلِ.


(١) في "السنن" رقم (٢٣٤٨).
(٢) في "السنن" رقم (٧٠٥). وهو حديث حسن.
(٣) قاله ابن الأثير في "غريب الجامع" (٦/ ٣٧١): هدتُ الشيء: إذا حركته وأقلقته، يقول: لا تنزعجن للفجر المستطيل، فإنه الصبح الكذَّاب، فلا تمتنعوا به عن الأكل والشرب.
(٤) "النهاية في غريب الحديث" (١/ ٧٧٦). وانظر: "الفائق" للزمخشري (٢/ ١٧٨).
(٥) "النهاية في غريب الحديث" (٢/ ١٣٤).
(٦) أي: الترمذي في "السنن" (٣/ ٨٦).
(٧) البخاري في "صحيحه" رقم (٦٢١، ٥٢٩٨، ٧٢٤٧)، ومسلم رقم (٤٠/ ١٠٩٣) واللفظ له.

<<  <  ج: ص:  >  >>