للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخرجه الترمذي.

قلت: وقال (١): حسن غريب، فإنَّه حديث قدسي مرفوع مفيد لأحبية الله لمن عجل الإفطار.

الثالث:

٣ - وعن أنس - رضي الله عنه - قال: "كانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُفْطِرُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّي عَلَى رُطَبَاتٍ. فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَعَلَى تَمَرَاتٍ, فَإِنْ لَمْ يَجِدْ حَسَا حَسَواتٍ مِنْ مَاء". أخرجه أبو داود (٢) والترمذي (٣) واللفظ له. [صحيح]

"حديث أنس: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفطر قبل أن يصلي". هذا هو دليل صاحب الهدي (٤).

"على رطبات (٥)، فإن لم يكن فعلى تمرات". قالوا: لأنَّ الطبيعة أوان خلو المعدة تقبل على الطعام أتم إقبال، فإذا كان الحلو أول ما يصل إلى المعدة ينتفع البدن بقبوله غاية الانتفاع على الخصوص القوة الباصرة، فإنَّ انتفاعها بالحلو يكون أنفع لها من سائر التقوى.


(١) في "السنن" (٣/ ٨٣).
(٢) في "السنن" رقم (٢٣٥٦).
(٣) في "السنن" رقم (٦٩٦).
وأخرجه الدارقطني (٢/ ١٨٥)، وأحمد (٣/ ١٦٤)، والحاكم (١/ ٤٣٢)، والبيهقي (٤/ ٢٣٩)، والبغوي في "شرح السنة" رقم (١٧٤٢). وهو حديث صحيح.
(٤) (٢/ ٤٨).
(٥) قال ابن القيم في "زاد المعاد" (٢/ ٤٨).
وكان يحض على الفطر بالتمر، فإن لم يجد، فعلى الماء, هذا من كمال شفقته على أمته ونصحهم، فإن إعطاء الطبيعة الشيء الحلو مع خلو المعدة، أدعى إلى قبوله، وانتفاع القوى به, ولا سيما القوة الباصرة, فإنها تقوى به، وحلاوة المدينة التمر، ومرباهم عليه، وهو عندهم قوت، وأدم، ورطبة فاكهة. =

<<  <  ج: ص:  >  >>