للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقول السادسة: "زوجي إنْ أَكلَ لَفَّ" أي: أكثر من الطعام وخلط (١) من صنوفه حتى لا يُبقي شيئاً.

"وَإنْ شَرِبَ اشْتَفَّ" (٢) أي: استوعب جميع ما في الإناء.

"وَلا يولجُ الكَفَّ ليَعْلمَ البَثَّ" هذا ذمٌ له. أرادت أنه إذا اضطجع ورقد، التف في ثيابه ناحية ولم يضاجعني ليعلم ما عندي من محبته، ولا بثَّ هناك (٣) إلا محبة الدنوِّ من زوجها.

وقول السابعة: "زوجِي عَياياءُ أو غياياء" إلى آخره.

"عَياياء" (٤) بمهملة ومعجمة، ومعناه بالمهملة الذي لا يلْقِح وهو العنين الذي تُعِييه مُباضَعة النساء ويعجز عنها، وبالمعجمة: الذي لا يهتدي إلى مسلك من الغيَّاية (٥) وهي الظلمة.

ومعنى "طَبَاقاء" المنطبقة (٦) عليه أموره حمقاً، وقيل: الغبي الأحمق الفَدْم.


(١) "النهاية في غريب الحديث" (٢/ ٦٠٧). "غريب الحديث" للهروي (٢/ ٢٩٢).
(٢) انظر: "النهاية في غريب الحديث" (١/ ٨٧٨).
(٣) كذا العبارة في "المخطوط" مضطربة.
قال الحافظ في "الفتح" (٩/ ٢٦٣): وكأنها قالت: أنه يتجنبها ولا يدنيها منه، ولا يدخل يده في جنبها فيلمسها ولا يباشرها ولا يكون منه ما يكون من الرجال فيعلم بذلك محبتها له وحزنها لقلة حظها منه. وقد جمعت في وصفها له بين اللؤم والبخل، والبهمة والمهانة، وسوء العشرة مع أهله.
(٤) انظر: "النهاية في غريب الحديث" (٢/ ٢٨٣). "غريب الحديث" للهروي (٢/ ٢٩٤).
(٥) قال ابن الأثير في "النهاية" (٢/ ٣٣٥): (... ويجوز أن تكون قد وصفته بثقل الروح، وأنه كالظل المتكاثف المظلم الذي لا إشراق فيه).
انظر: "المجموع المغيث" (٢/ ٥٩٠).
(٦) انظر: "الفائق" للزمخشري (٣/ ٥١).
"النهاية في غريب الحديث" (٢/ ١٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>