للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قول الخامسة: "فهد" بكسر الفاء، جعل المصنف كلامها مدحاً لزوجها، وقيل: أنها أرادت الذم، وأنه يثب عليها للجماع كالفهد لغلظ طباعه، وليس عنده ما عند الناس من الملاعبة والمداعبة قبله، أو بالضرب والبطش (١).

"وإذا أخرج" في الناس كان أمره "أسد" في الجرأة والبطش والإقدام، ولا يتفقد حالها وحال بنيها وما يحتاجونه.

ووقع في رواية ابن بكار (٢) مقلوباً: "إذا دخل أسد، وإذا خرج فهد" فإن صحّ فمعناه إذا خرج إلى الناس كان في غاية الرزانة والوقار وحسن السمت، وإذا دخل منزله كان متفضلاً مواسياً؛ لأنّ الأسد يوصف بأنه إذا افترس أكل من فريسته بعضاً وترك الباقي لمن حوله من الوحوش، ولم يهاوشهم عليها، ولا يرفع اليوم لغد، أي: لا يدخر ما حصل عنده اليوم لأجل غد، كناية عن جوده، وهو يؤيد إرادة المدح.

وقوله: "فهد" مشتق من الفهد و"أسد" من الأسد.

قول السادسة: "ولا يعلم البث" البث (٣) في الأصل: شدة الحزن والمرض الشديد، كأنه لشدته يَبُثّهُ (٤).

وقول السابعة: "عياياء أو غياياء" هذا شك من الراوي، قال القاضي (٥) عياض: الأكثر روايته بغير شك، وسائر الرواة يروونه بالعين المهملة، وأمّا رواية المعجمة فليست


(١) انظر: "إكمال المعلم" (٧/ ٤٥٨).
(٢) ذكره الحافظ في "الفتح" (٩/ ٢٦٢).
(٣) قال ابن الأثير في "النهاية" (١/ ١٠٢) البث في الأصل أشد الحزن والمرض الشديد، بأنه من شدته يَبُثّه صاحبه.
(٤) انظر: "التعليق المتقدمة".
(٥) في "إكمال المعلم بفوائد مسلم" (٧/ ٤٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>