للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بشيء، وردّ هذا القاضي وقال: أنه ظهر له فيه معنى صحيح، وهو أن يكون مأخوذاً من الغياية وهي كلُ ما أظلك (١) فوق الرأس من سحاب وغيره ونحو ذلك، ومنه سميت الراية غاية، فكأنه غطّى عليه من جهله، وسترت عليه مصالحه وهو كقوله: "طباقاً" ويمكن أن يكون مأخوذاً من الغي وهو الانهماك في الشر، أو من الغي وهو الخيبة قال تعالى: {فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (٥٩)} (٢) قيل: خيبة، وقيل: غير هذا، أي: أنه خائب من كل فضيلة.

قول الثامنة: "ريح زرنب" قال القاضي (٣) عياض: الزرنب ضرب من الطيب معروف عند العرب، قال: واختلف أصحاب النبات [١١١ ب] من المتقدمين والمتأخرين في صفته، فقال بعضهم: هي شجرة عظيمة بجبل لبنان بالشام لا تثمر لها ورق طويل بين الخضرة والصفرة تشبه ورق الحلاف، ورائحته كرائحة الأترج، ويستعمل ورقه وقضبانه.

وقال أكثرهم (٤): أنها حشيشة دقيقة طيبة الرائحة.

وقال بعضهم: تشبه ورق الطرفاصفرا رائحتها كرائحة الأترج من الأفادية الطيبة، وتشبيهها إياه بريح الزرنب فيه تأويلات:

أحدها: أنها أرادت بذلك طيب ثناءه عند الناس وانتشاره.

الثاني: أنها أرادت طيب جسده وعطر أردافه (٥).

الثالث: أنها أرادت لين عريكته وحسن صلته، فيكون كالفصل الأول.


(١) وقد تقدم شرحها.
(٢) سورة مريم الآية: (٥٩).
(٣) انظر: "إكمال المعلم" (٧/ ٤٦٠)، "مشارق الأنوار" (١/ ٤٩٥).
(٤) ذكره الحافظ في "الفتح" (٩/ ٢٦٥).
(٥) انظر: "المفهم" (٦/ ٣٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>