للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"أنّ رجلاً مرّ على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يبول فسلّم فلم يرد عليه" إمّا لكراهة الكلام حال البول، أو لأنه على غير طهارة.

قوله: "أخرجه الخمسة إلاّ البخاري".

قوله: "وفي رواية" أي: لابن عمر.

"زاد أبو داود: ثم اعتذر إليه وقال: إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر".

لفظه عند أبي داود (١): "قال نافع: انطلقت مع ابن عمر في حاجة إلى ابن عباس فقضى ابن عمر حاجته, وكان من حديثه يومئذٍ أن قال: مرّ رجل في سكة من السكك فلقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد خرج من غائط أو بول، فسلَّم عليه الرجل، فلم يردَّ عليه، حتى إذا كاد الرجل أن يتوارى في السكة ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيديه على الحائط ومسح بهما وجهه، ثم ضرب


= وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
كذا قال، مع أنه قال في "الميزان" (١/ ٥٢٧ ت ١٩٦٨):
"كان الحسن البصري كثير التدليس، فإذا قال في حديث: "عن فلان" ضعف احتجاجه ولا سيما عمن قيل: إنه لم يسمع منهم كأبي هريرة ونحوه فعدوا ما كان له عن أبي هريرة في جملة المنقطع" اهـ.
قال المحدث الألباني في "الصحيحة" (٢/ ٤٨٨): "لكن الظاهر أن المراد من تدليسه إنما هو ما كان من روايته عن الصحابة دون غيرهم؛ لأن الحافظ في "التهذيب" أكثر من ذكر النقول عن العلماء في روايته عمن لم يلقهم، وكلهم من الصحابة، فلم يذكروا ولا رجلاً واحداً من التابعين روى عنه الحسن ولم يلقه، ويشهد لذلك إطباق العلماء جميعاً برواية الحسن عن غيره من التابعين، بحيث إني لا أذكر أن أحداً أعلَّ حديثاً ما من روايته عن تابعي لم يصرح بسماعه منه، ولعلّ هذا هو وجه من صحح الحديث ممن ذكرنا، وأقرهم الحافظ في "الفتح" (١١/ ١٣)، ولا سيما ابن حبان منهم، فإنه صرح في "الثقات" (٤/ ١٢٣) بأنه كان يدلس.
هذا ما ظهر لي في هذا القام. والله سبحانه وتعالى أعلم" اهـ
وخلاصة القول: أن حديث المهاجر بن قنفذ صحيح، والله أعلم.
(١) في "السنن" رقم (٣٣٠) بإسناد ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>