للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"عن رجل قال: كنت رديف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعثرت به الدابة، فقلت: تعس الشيطان" تعس (١) يتعس إذا عثر [١٧٠ ب] وأكب لوجهه تعساً، وقد تفتح العين وهو دعاء عليه بالهلاك، ومنه الحديث (٢): "تعس عبد الدينار وعبد الدرهم".

"فقال: لا تقل ذلك، فإنك إذا قلته تعاظم" أي: الشيطان.

"حتى يكون مثل البيت ويقول: صرعته بقوتي" وليس كذلك؛ فإنه لو سلط عليه لقتله.

"ولكن قل" إذا وقعت عن الدابة.

"باسم الله، فإنك إذا قلت ذلك تصاغر" خشية من الله ومعرفته بقدر نفسه.

"حتى يكون مثل الذباب" في حقارته.

قوله: "أخرجه أبو داود" وهو مثل حديث: "إن الشيطان إذا لعن تعاظم، وإنما يستعاذ منه".

الخامس:

٥ - وعن عبد الله بن بريدة عن أبيه - رضي الله عنه - قال: جَاءَ رَجُلٌ مَعَهُ حِمَارٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله! ارْكَبْ، وَتَأَخَّرَ الرَّجُلُ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَأَنْتَ أَحَقُّ بِصَدْرِ دَابَّتِكَ مِنِّي إِلَّا أَنْ تَجْعَلَهُ لِي" قَالَ: قَدْ جَعَلْتُهُ لَكَ. فَرَكِبَ. أخرجه أبو داود (٣) والترمذي (٤). [صحيح]


(١) تعِس يتعسُ: إذا عثر وانكبَّ لوجهه، وقد تفتح العين، وهو دعاء عليه بالهلاك. "النهاية في غريب الحديث" (٢/ ١٩٠).
(٢) أخرجه البخاري رقم (٢٨٨٦، ٦٤٣٥)، وابن ماجه رقم (٤١٣٥) وقد تقدم.
(٣) في "السنن" رقم (٢٥٧٢).
(٤) في "السنن" رقم (٢٧٧٣).
وعلقه البخاري في "صحيحه" (١٠/ ٣٩٦ الباب رقم ١٠٠ - مع الفتح) باب: حمل صاحب الدابة غيره بين يديه، وقال بعضهم: صاحب الدابة أحق بصدر الدابة إلا أن يأذن له. =

<<  <  ج: ص:  >  >>