للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبقوله تعالى: {فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ} (١)، وهذا لم يمسك علينا بل على نفسه , وقدموا هذا على حديث أبي ثعلبة؛ لأنه أصح، وعلل - صلى الله عليه وسلم - النهي بقوله: "فإني أخاف" إذا أكل منه. "إنما أمسك على نفسه"، فيحرم لقوله تعالى: {مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ}.

قوله: "وإن خالطها" أي: كلاب من أرسل مسمياً.

"كلب من غيرها فلا تأكل"؛ لأنه يمكن أنه لم يسم صاحبه عليه أو أنه ليس بمعلم، وجاء التصريح (٢) بعلة النهي بقوله في آخر الحديث.

"فإنما سميت على كلبك" ولم تسم على غيره, وهذا عمل بالأحوط في الظن.

قوله: "أخرجه الخمسة".

الثاني:

٢ - وعن أبي ثعلبة الخشني - رضي الله عنه - قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّا بِأَرْضِ قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ. أَفَنَأْكُلُ فِي آنِيَتِهِمْ؟ وَبِأَرْضِ صَيْدٍ، أَصِيدُ بِكَلْبِي المُعَلَّمِ وَبِقَوْسِي، وبِكَلْبِي الَّذِي لَيْسَ بِمُعَلَّمٍ، فَماَ يَصْلُحْ لي؟ قَالَ "أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ آنِيَةْ أَهْلِ الكِتَابِ فَإْنْ وَجَدْتُمْ غَيْرَهاَ فَلاَ تَأْكُلُوا فِيهاَ، وَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مِنْهَا بُدًّا فَاغْسِلُوهَا وَكُلُوا فِيهَا، وَماَ صِدْتَ بِقَوْسِكَ وَذْكُرِتَ اسْمَ الله عَلَيِهْ فَكُلْ. وَمَا صِدْتَ بِكَلْبِكَ المُعَلَّمِ فَذْكُرِتَ اسْمَ الله علَيهْ فَكُلْ، وَمَا صِدْتَ بِكَلْبِكَ غَيْرَ مُعَلَّمٍ فَأَدْرَكْتَ ذَكَاتَهُ فَكُلْ". أخرجه الخمسة (٣). [صحيح]


(١) سورة المائدة الآية: ٤.
(٢) انظر: "المغني" (١٣/ ٢٦٧) "فتح الباري" (٩/ ٦٠١).
(٣) أخرجه البخاري رقم (٥٤٧٨)، ومسلم رقم (٨/ ١٩٣٠)، وأبو داود رقم (٢٨٥٠، ٢٨٥٥، ٢٨٥٦، ٢٨٥٧)، والترمذي رقم (١٤٦٤)، والنسائي (٧/ ١٨١)، وأخرجه أحمد (٤/ ١٩٣).
وهو حديث صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>