للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- ولمسلم (١) في أخرى: "لاَ يَغْتَسِلُ أَحَدُكُمْ في المَاءِ الدَّائْم وِهُوَ جُنُبٌ. [صحيح]

قالُوا: كَيْفَ يَفْعَلُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ يَتَنَاوَلُهُ تْنَاوُلاً".

"قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا يبولن أحدكم في الماء الدائم".

فسّره بقوله: "الذي لا يجرى"؛ لأنه بعدم جريه دام في موضعه، وقيل: احتزر به عن دائم يجري بعضه (٢).

وقال ابن الأنباري (٣): الدائم من حروف الأضداد، يقال للساكن وللدائر، فالذي لا يجري صفة مخصصة لأحد معنيي المشترك. انتهى.

قلت: الذي في "القاموس" (٤) دام سكن، ولم يجعله من الأضداد.

قوله: "ثم يغتسل" الرواية في "يغتسل" بسكون اللام، وفي صحيح مسلم (٥) بضمها (٦)، فعلى الأول أنه عطف على "يبولن" المجزوم، وعلى الثاني خبر محذوف، أي: ثم هو يغتسل، وحققناه في "سبل السلام" (٧).


(١) في صحيحه رقم (٩٧/ ٢٨٣).
(٢) قال الحافظ في "الفتح" (١/ ٣٤٧): قيل: هو تفسير للدائم وإيضاح لمعناه, وقيل احتراز به عن راكد يجري بعضه كالبرك، وقيل: احترز به عن الماء الدائم؛ لأنه جار من حيث الصورة ساكن من حيث المعنى، وبهذا لم يذكر - البخاري - هذا القيد في رواية أبي عثمان عن أبي هريرة التي تقدمت الإشارة إليها، حيث جاء فيها بلفظ: (الراكد) بدل (الدائم)، وكذا أخرجه مسلم من حديث جابر.
(٣) ذكره الحافظ في "الفتح" (١/ ٣٤٧).
(٤) "القاموس المحيط" (ص ١٤٣٢).
(٥) في صحيحه رقم (٩٧/ ٢٨٣).
(٦) ضبطه النووي في "شرح مسلم" بضم اللام (ثم يغتسل فيه). قال الحافظ في "الفتح" (١/ ٣٤٧) وهو المشهور. انظر: "المفهم" (١/ ٥٤٢)، "معاني القرآن وإعرابه" للزجاج (١/ ١٢٤ - ١٢٥).
(٧) (١/ ١٠٠ - ١١٢) بتحقيقي.

<<  <  ج: ص:  >  >>