للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يغسله استحباباً، وقال الشافعي (١): يغسله وجوباً، وسهل أبو حنيفة (٢) كما في سائر النجاسات، وقال النووي (٣): كانوا يرخصون في القليل من البول.

قال ابن حبان: إنما بال قائماً؛ لأنه لم يجد مكاناً يصلح للقعود، فقام لكون الطرف الذي يليه من السُباطة رخوة يتخللها [٢٤٦ ب] البول، فلا يرتد إلى البائل منه شيء.

وقيل: إنما بال قائماً؛ لأنها حالة يؤمن معها خروج الريح بصوت، فقبل ذلك لكونه قريباً من الديار (٤).

وقيل: إنما فعل ذلك لجرح كان بمأبطه، ففي بعض الروايات عند الحاكم (٥) وغيره (٦): "من وجع كان بمأبطه" (٧) وهو بهمزة ساكنة، فموحدة ومعجمة، عرق في باطن الركبة.

ولو (٨) صحَّ هذا لكان يغني عن جميع ما تقدم، لكن ضعفه (٩) الدارقطني والبيهقي.

والأظهر أنه جعل ذلك لبيان (١٠) الجواز، وكان أكثر أحواله البول من قعود.


(١) انظر: "مدونة الفقه المالكي وأدلته" (١/ ٨٧).
(٢) انظر: "البيان" للعمراني (١/ ٢١٣)، "المجموع شرح المهذب" (٢/ ١٠٠)، انظر: "البناية في شرح الهداية" (١/ ٧٥٧).
(٣) انظر: "البناية في شرح الهداية" (١/ ٧٥٧).
(٤) انظر: "فتح الباري" (١/ ٣٣٠).
(٥) في "المستدرك" (١/ ١٨٢) وقال: هذا حديث صحيح تفرد به حمَّاد بن غسان، ورواته كلهم ثقات، وتعقبه الذهبي بقوله: حمَّاد ضعفه الدارقطني.
(٦) كالبيهقي في "السنن الكبرى" (١/ ١٠١) وهو حديث ضعيف.
(٧) انظر: "النهاية في غريب الحديث" (١/ ٣١).
(٨) قاله الحافظ في "الفتح" (١/ ٣٣٠).
(٩) وهو حديث ضعيف.
(١٠) انظر: "شرح السنة" (١/ ٣٨٧)، "فتح الباري" (١/ ٣٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>