للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: التحريم فبيّن أنّ الأحجار ليست كذلك، فإنه إذا أراد الإستنجاء بحجر آخر صارت شفعاً، فإنه لا يمنع من ذلك، ذكره الخطابي (١) والبيهقي (٢) وغيرهما (٣).

"ومن أكل فليلفظ" بكسر الفاء، ما تخلل بين أسنانه، واللفظ: الرمي، في الصحاح (٤): لفظت الشيء، ألفظه لفِظاً رميته.

"وما لاك (٥) بلسانه فليبتلع" اللوك: إدارة الشيء في الفم، يقال: لاك يلوك لوكاً.

قال الشيخ ولي الدين: فيه أنه يستحب للآكل إذا بقي في فيه وأسنانه شيء من الطعام، وأخرجه بعود يتخلل به أن يلفظه ولا يبتلعه، لما فيه من الاستقذار، وإن أخرجه بلسانه وهو في معنى لاكه فليبتلعه ولا [٢٥٠ ب] يلفظه فإنه لا يستقذر، كذا ذكره النووي (٦) وغيره في معنى الحديث.

ويحتمل أن يكون معناه: إنما أخرجه من بين أسنانه يرميه مطلقاً سواءً أخرجه بخلال أو بلسانه، وما بقي من آثار الطعام على لحم الأسنان سقف الحلق إن أدار عليه لسانه، ينبغي أن يبتلعه ولا يلقيه.

والفرق بينه وبين الذي استقر بين الأسنان أنّ ذاك يحصل له التغير غالباً باستقراره بينها، بخلاف ما هو على ظاهرها.


(١) في "معالم السنن" (١/ ٣٤).
(٢) في "السنن الكبرى" (١/ ٩٤).
(٣) انظر: "الفتح" (١/ ٢٥٧).
(٤) للجوهري (٣/ ١١٧٩).
(٥) ذكره ابن الأثير في "غريب الجامع" (٧/ ١٣٣).
(٦) انظر: "المجموع" (٢/ ١١١، ١٢٠ - ١٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>