للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"بعد الصلاة" أي: انتظاركم بعد الصلاة للصلاة الثانية، فقد ثبت أنه لا يزال العبد في صلاة ما انتظر الصلاة.

"فذلكم الرباط" الرباط (١) في الأصل، الإقامة على جهاد العدو بالحرب، وارتباط الخيل إعداؤها، فشبّه ما ذكر من الأفعال الصالحة، من إسباغ الوضوء على المكاره, وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، وكرر ذلك بقوله: "فذلكم الرباط فذلكم الرباط" ثلاثاً تأكيداً لذلك، وإشارة إلى كل واحدة من الثلاث بمرابطة المجاهدين، ونزلها منزلتها فسمّاها رباطاً، وقد ألّم بتفسيره المصنف، كما فسّر المكاره أيضاً.

قوله: "أخرجه مسلم، ومالك، والترمذي، والنسائي".

الثاني: حديث (عقبة بن عامر):

٢ - وعن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: كَانَتْ عَلَيْنَا رِعَايَةُ الإِبِلِ، فَجَاءَتْ نَوْبَتِي أَرْعَاهاَ فَرَوَّحْتُهَا بِعَشِيٍّ، فَأَدْرَكْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَائِمًا يُحَدِّثُ النَّاسَ، وَأَدْرَكْتُ مِنْ قَوْلِهِ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ مُقْبِلٌ عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ, إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ, فَقُلْتُ: مَا أَجْوَدَ هَذِاَ، فَإِذَا قَائِلٌ يَقُولُ بينَ يَدَيَّ: الَّتِي قَبْلَهَا أَجْوَدُ, فَنَظَرْتُ فَإِذَا هُوَ عُمَرُ ابنُ الخَطَّابِ, فقَالَ: إِنِّي قَدْ رَأَيْتُكَ جِئْتَ آنِفًا، قَالَ: مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ أَوْ فَيُسْبغُ الوَضُوءَ, ثُمَّ يَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ". أخرجه الخمسة (٢)، إلا البخاري، وهذا لفظ مسلم. [صحيح]


(١) قاله ابن الأثير في "جامع الأصول" (٩/ ٤٢٠ - ٤١١).
(٢) أخرجه مسلم في "صحيحه" رقم (٢٣٤)، وأبو داود رقم (١٦٩)، وابن ماجه رقم (٤٧٠)، والترمذي رقم (٥٥)، وهو حديث صحيح، والنسائي رقم (١٤٨، ١٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>