للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية أبي داود (١): "فَيُحْسِنُ الوُضُوءَ". [صحيح]

وعند الترمذي (٢) بعد قوله ورسوله: "اللهمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ، وَاجْعَلْنِي مِنَ المُتَطَهِّرِينَ". [صحيح]

"كانت علينا رعاية الإبل" [٢٦٢ ب] يريد أنهم كانوا يتناوبون على رعيهم، فيجتمع الجماعة، ويضمُّون إبلهم فيرعاها كل واحد منهم يوماً ليكون أرفق بهم، وينصرف الباقون في مصالحهم، والرعاية بالكسر الرعي.

"فجاءت نوبتي أرعاها فروّحتها بعشي" أي: رددتها إلى مراحها في آخر النهار، وفرغت من أمرها، ثم جئت مجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، "فأدركت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائماً يحدّث الناس، فأدركت من قوله: "ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه, ثم يقوم فيصلي ركعتين يقبل عليهما بقلبه ووجهه" جمع - صلى الله عليه وسلم - بهاتين اللفظتين أنواع الخضوع والخشوع؛ لأنّ الخضوع في الأعضاء والخشوع في القلب (٣).

قال: "فقلت: مما أجود هذا! " وفي لفظه (٤): "هذه" أي: الكلمة أو الفائدة، أو البشارة، أو العبادة، وجودتها من جهات (٥) منها: أنها سهلة متيسرة، يقدر عليها كل أحد بلا مشقة، ومنها: أنّ أجرها كبير، ومنها: أنَّها عامة لكل مسلم.

"فإذا قائل يقول بين يدي: التي قبلها أجود، فنظرت فإذا عمر بن الخطاب؟ فقال: إني قد رأيتك جئت آنفاً" أي: قريباً.


(١) في "السنن" رقم (١٦٩)، وهو حديث صحيح.
(٢) في "السنن" رقم (٥٥)، وهو حديث صحيح.
(٣) ذكره النووي في شرحه لـ "صحيح مسلم" (٣/ ٢٢١).
(٤) أخرجها مسلم في "صحيحه" رقم (١٧/ ٢٣٤).
(٥) انظرها نصاً في شرح "صحيح مسلم" للنووي (٣/ ١٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>