للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعند أبي داود (١) قال: "وَكانَ يَمْسَحُ المَأْقَيْنِ: يَعْني الخُفَّيْنِ، وَقالَ فِيهِ أَيْضاً: الإُّذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ". [حسن دون مسح المأقين]

هو مثل غيره إلاَّ قوله: "الإذنان من الرأس" فلم يأت فيما مضى، وفيه: أنهما ليسا من الوجه، كما ذهب إليه الزهري، ولا أن باطنهما من الوجه، وظاهرهما من الرأس، كما قاله الشعبي (٢).

وذهب جماعة من السلف، إلى أنهما من الرأس، وهو مذهب أبي حنيفة (٣)، وذهب الشافعي (٤) إلى أنهما عضوان على حيالهما ليسا من الوجه ولا من الرأس، وتأول أصحابه الحديث بأن المراد أنهما يمسحان مع الرأس تبعاً له، أو أنهما يمسحان كما يمسح، ولا يغسلان كما يغسل الوجه، قاله الخطابي (٥).

قوله: "قال حماد: لا أدري" قد أطال ابن حجر القول في هذه اللفظة في "التلخيص" (٦)، وفي كلامه على ابن الصلاح (٧)، في "أصول الحديث".

قوله: "أخرجه أبو داود والترمذي وضعفه، وهذا لفظه".


= الثاني: الشك في رفعه، ولكن شهر وثقه أحمد، ويحيى، والعجلي، ويعقوب بن شيبة، وسنان بن ربيعة، أخرج له البخاري، وهو وإن كان قد لين فقال ابن عدي: أرجو أنّه لا بأس به. وقال ابن معين: ليس بالقوي، فالحديث عندنا حسن، والله أعلم.
(١) في "السنن" رقم (١٣٤)، وهو حديث حسن دون "مسح المأقين".
(٢) انظر: "المغني" (١/ ١٨٣ - ١٨٦).
(٣) انظر: "البناية في شرح الهداية" (١/ ١٨٨).
(٤) "المجموع شرح المهذب" (١/ ٤٤٥).
(٥) في "معالم السنن" (١/ ٩٣ - مع السنن).
(٦) (١/ ١٦٠ - ١٦١).
(٧) في النكت على ابن الصلاح لابن حجر (١/ ٤١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>