للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"ما هي بأوّل بركتكم يا آل أبي بكر" أي: بل هي مسبوقة بغيرها من البركات، وأراد بآل أبي بكر نفسه وأتباعه من أهله، وهذا يشعر بأنّ هذه القصة كانت بعد قصة الإفك، ويؤيد قول من قال بتعدد ضياع العقد، وجزم بذلك محمد بن حبيب (١) فقال: سقط عقد عائشة في ذات الرقاع، وفي غزوة بني المصطلق.

قالت: "فبعثنا" أي: أثرنا.

"البعير الذي كنت عليه, فوجدنا العقد تحته" ظاهره أن الذين توجهوا في طلبه لم يجدوه، وفي رواية عروة في صحيح البخاري (٢): "فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً فوجدها" أي: القلادة، وفيه (٣) في رواية وهي في مسلم (٤): "فبعث ناساً من أصحابه في طلبها" ولأبي داود (٥): "فبعث أسيد بن حضير وناساً معه".

قال [٣٢١ ب] الحافظ ابن حجر (٦): وطريق الجمع بين هذه الروايات: أن أسيداً كان رأس من بعث لذلك: فلذا سمي في بعض الروايات دون غيره، وكذا أسند الفعل إلى واحد مُبهم وهو المراد به، وكأنهم لم يجدوا العقد أولاً، فلما رجعوا ونزلت آية التيمم، وأرادوا الرحيل، وأثاروا البعير وجده أسيد بن حضير.

قوله: "أخرجه الستة" بألفاظ عدة "إلاّ الترمذي"، فلم يخرجه.

"وهذا لفظ الشيخين".


(١) ذكره الحافظ في "الفتح" (١/ ٤٣٤).
(٢) في "صحيحه" رقم (٣٣٦).
(٣) في "صحيحه" رقم (٣٣٦, ٣٧٧٣, ٤٥٨٣, ٥١٦٤, ٥٨٨٢).
(٤) في "صحيحه" رقم (١٠٩/ ٣٦٧).
(٥) في "السنن" رقم (٣١٧).
(٦) في "فتح الباري" (١/ ٤٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>