للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمسك بكسر الميم، وقيل بفتحها أي: قطعة منه، قاله ابن قتيبة (١) واحتج بأنهم كانوا في ضيق يمتنع معه أن يتهنوا المسك مع غلاءه, وتبعه ابن بطال (٢)، وفي "المشارق" (٣) أن أكثر الروايات بالفتح.

ورجح النووي (٤) الكسر وقال: إن قوله في الرواية الأخرى: "ممسكة" تدل عليه.

قال ابن حجر (٥): فيه نظر؛ لأن الخطابي (٦) قال: يحتمل أن يكون قوله: "ممسكة" مأخوذة باليد، لكن يبقى (٧) الكلام ظاهر الركاكة؛ لأنه يصير هكذا: خذي قطعة مأخوذة.

ويقوي رواية الكسر أن المقصود الطيب لما في رواية عبد الرزاق (٨) من ذريرة، واستبعاد ابن قتيبة امتهان المسك، ليس ببعيد لما عرف من شأن أهل الحجاز من كثرة استعمال الطيب.

"فتطهري بها، قالت: كيف أتطهر بها"؛ لأن المعروف عنده التطهر بالماء.

"قال: تطهري بها، قالت: كيف؟ قال: سبحان الله، تطهري: فاجتذبتها إلي، فقلت: تتبعي بها أثر الدم" فإن قيل: كيف يكون الجواب بـ "خذي قطعة" بياناً للاغتسال، والاغتسال صب الماء لا أخذ الفرصة؟.


(١) ذكره الحافظ في "الفتح" (١/ ٤١٥).
(٢) في "شرحه لصحيح البخاري" (١/ ٤٣٩ - ٤٤٠).
(٣) (١/ ٦٣٢ - ٦٣٣).
(٤) في شرحه لـ "صحيح مسلم" (٤/ ١٣)، وانظر "المشارق" (١/ ٦٣٣).
(٥) في "فتح الباري" (١/ ٤١٥ - ٤١٦).
(٦) في "معالم السنن" (١/ ٢٢١).
(٧) ذكره الحافظ في "الفتح" (١/ ٤١٦).
(٨) في "مصنفه" (١/ ٣١٤ رقم ١٢٠٧) عن عائشة: أنها كانت تأمر النساء إذا طهرن من الحيض أن يتبَّعن أثر الدم بالصفرة، يعني: بالخلوق أو الذريرة الصفراء.

<<  <  ج: ص:  >  >>