كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير

الباب الأول: في آداب الأكل - هيئة الأكل والآكل - ج: 7 - ص: 533

قال ابن العربي (١): أنه حرام لا يقال فيه مكروه, بل يأثم فاعله، فإن كل فعل ينسب إلى الشيطان فهو حرام، وشر لا خير فيه ولا جائز. انتهى.

قوله: "أخرجه مسلم، ومالك وأبو داود، والترمذي".

قلت: وقال (٢): هذا حديث حسن صحيح.

الثاني: حديث (سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه -):

٢ - وعن سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - قال: أَكَلَ رَجُلاً عِنْد النّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بِشِمَالِهِ، فَقَالَ لَهُ: "كُلْ بِيَمِينِكَ"، فَقَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ، مَا مَنَعَهُ إِلاَّ الكِبْرُ فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا اسْتَطَعْتَ"، فَمَا رَفَعَهاَ إِلَى فِيهِ بَعْدُ ذَلِكَ. أخرجه مسلم (٣). [صحيح]

"قال: أكل رجل" قال النووي (٤): هو بسر بضم الباء، وبالسين المهملة، ابن راعي العير، بفتح العين، وبالمثناة التحتية، الأشجعي، كذا ذكره ابن منده وأبو نعيم الأصبهاني، وابن ماكولا وآخرون، وهو صحابي مشهور، عده هؤلاء في الصحابة.

عند النبي - صلى الله عليه وسلم - بشماله، فقال له: كل بيمينك، فقال: لا أستطيع، ما منعه إلا الكبر" كأنه فهم ذلك من حاله.

---

(١) في "عارضة الأحوذي" (٧/ ٣٠٦).
(٢) في "السنن" (٤/ ٢٥٧).
(٣) في صحيحه رقم (٢٠٢١).
(٤) في "شرحه لصحيح مسلم" (١٣/ ١٩٢).