(٢) الحديث في "شعب الإيمان" برقم (١٢٩٤). (٣) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (٥٧٠٧) وأطرافه (٥٧١٧، ٥٧٥٧، ٥٧٧٣, ٥٧٧٥)، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا عدوى ولا طيرة ولا هام ولا صفر، وفرّ من المجذوم كما تفرُ من الأسد". (٤) أخرجه مسلم رقم (١٢٦/ ٢٢٣١)، والنسائي رقم (٤١٨٢)، وابن ماجه رقم (٣٥٤٤) وهو حديث صحيح. (٥) قال ابن القيم في "زاد المعاد" (٤/ ١٤٠ - ١٤٣): والعدوى جنسان: أحدهما: عدوى الجذام فإن المجذوم تشتّد رائحته حتى يسقم من أطال مجالسته ومحادثته, وكذلك المرأة تكون تحت المجذوم فتضاجعه في شعار واحد، فيوصل إليها الأذى وربما جذمت، وكذلك ولده ينزعون في الكبر إليه، وكذلك من كان به سِلِّ ودقِّ ونُقبٌ. والأطباء تأمر أن لا يجالس المسلول ولا المجذوم. ولا يريدون بذلك معنى العدوى وإنما يريدون به معنى تغيير الرائحة وأنها قد تسقم من أطال اشتمامها، والأطباء أبعد الناس عن الإيمان بيمن وشؤم، وكذلك النقبة تكون بالبعير - وهو جرب رطب - فإذا خالط الإبل أو حاكها، وأوى في مباركها، وصل إليها بالماء الذي يسيل منه, وبالنطف نحو ما به, فهذا هو المعنى الذي قال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا يورد ذو عاهة على مصح" كره أن يخالط المعيوه الصحيح، لئلا يناله من نطفة وحكته نحو ما به. قال: وأما الجنس الآخر من العدوى، فهو الطاعون ينزل ببلد، فيخرج منه خوف العدوى وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "إذا وقع ببلد وأنته به, تخرجون منه, وإذا كان ببلد، فلا تدخلوه" - أخرجه البخاري رقم (٥٧٢٩)، ومسلم رقم (٢٢١٩) من حديث عبد الله بن عباس، يريد بقوله، لا تخرجوا من البلد إذا كان فيه كأنكم تظنون أن الفرار من قدر الله ينجيكم من الله، ويريد إذا كان ببلد، فلا تدخلوه, أي: مقامكم في الموضع الذي لا طاعون فيه أسكن =