للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"مضبة" بفتح الميم، وفتح المعجمة أفصح من ضم الميم وكسر المعجمة أي: ذات ضباب (١).

"وأنه" أي: الضب الدال عليه السياق.

"عامة طعام أهلي، فلم يجبه فقلنا: عاوده" في السؤال.

"فعاوده فلم يجبه ثانياً" الله أعلم لماذا أخَّر الجواب عنه.

"ثم ناداه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الثالثة" كأنه سأله ثالثاً.

"فقال: يا أعرابي! إن الله غضب على سبط" أي: قبيلة.

"من بني إسرائيل فمسخهم دواب يدبون في الأرض، فلا أدري لعل هذا" أي: [٤٢٠ ب] الضب. "منها فلا آكلها ولا أنهى عنها" قال الطحاوي (٢): ليس في هذا الحديث الجزم بأن الضب مما مسخ، وإنما خشي أن يكون منهم فتوقف عنه، وذلك قبل أن يُعلم الله نبيه أن الممسوخ لا يبقى.

وبهذا أجاب الطحاوي (٣)، ثم أخرج من حديث ابن مسعود أنه سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن القردة والخنازير، أهي من ما مسخ؟ فقال: إنّ الله لا يهلك قوماً - أو يمسخ قوماً - فيجعل لهم نسلاً ولا عاقبة". وأصله في مسلم (٤).


(١) قاله النووي في "شرحه لصحيح مسلم" (١٣/ ١٠٢)، وانظر: "النهاية في غريب الحديث" (٢/ ٦٧)، "المجموع المغيث" (٢/ ٣٠٩).
(٢) انظر: "شرح معاني الآثار" (٤/ ٢٠١).
(٣) في "شرح معاني الآثار" (٤/ ٢٠١ - ٢٠٢).
(٤) في صحيحه رقم (٣٢/ ٢٦٦٣) وفيه: " ... إن الله لم يجعل لمسخ نسلاً ولا عقباً وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك ... ".

<<  <  ج: ص:  >  >>