كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير

الفصل الأول: في الحيوان - الجلالة - ج: 7 - ص: 589

"ابن مضرب" بضم وفتح الضاد المعجمة وتشديد الراء المكسورة، بعدها موحدة، الحربي، بصري ثقة (١).

"قال: أتي أبو موسى - رضي الله عنه - بدجاجة" مثلثة الدال.

"فتنحى رجل من القوم عن أكلها.

"فقال" أي: أبو موسى.

"ما شأنك" في التنحي.

"قال: إني رأيته يأكل شيئاً فقذرته" بكسر الذال المعجمة.

"فحلفت أن لا آكله" عيافة وتقذّراً.

"قال أبو موسى [٤٢٨ ب]: ادن فكل، فإني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكله" وأراد أنه لا يعلم أنه أكل ما يتقذر منه.

"وأمره أن يكفر عن يمينه" في الحديث أنه أخبره عن قصة لأبي موسى معه - صلى الله عليه وسلم -.

وأما فتواه بالتكفير فمأخوذ من حديث: "من حلف على شيء فرأى غيره خيراً منه فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه".

هذا وقد أطلق الشافعية (٢) كراهة الجلالة إذا تغير لحمها بأكل النجاسة, وفي وجه إذا أكثرت من ذلك، ورجح أكثرهم أنها كراهة تنزيه.

وذهب جماعة من الشافعية (٣)، وهو قول الحنابلة (٤) إلى أن النهي للتحريم.

---

(١) ذكره الحافظ في "الفتح" (٩/ ٦٤٦)، وانظر: "التقريب" (١/ ٢٦٣ رقم ٦٩).
(٢) تقدم مفصلاً انظر: "روضة الطالبين" (٣/ ٢٧٨)، "الشرح الكبير" (١٢/ ١٥٢).
(٣) "البيان" للعمراني (٤/ ٥٠٨ - ٥٠٩).
(٤) "المبسوط" (١١/ ٢٥٥)، و"مختصر اختلاف العلماء" (٣/ ٢١٧).