للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "الجبار"، في صفات الله الذي هو جبر (١) خلقه على ما أراد يقال: جبره وأجبره إذا قهره، وهو في صفة الآدمي: المسلط المعاتي التكبر على الناس، المتعظم عليهم.

قوله: "قصمه الله"، أي: أهلكه، وهو بالقاف أن ينكسر (٢) الشيء فيبين. [٢٣٥/ ب].

قوله: "حبل الله المتين"، الحبل في كلام العرب يرد على وجوه:

منها: العهد، وهو الأمان، ومنها: النور.


(١) الجبروت: صفة ذاتية لله عز وجل، من اسمه (الجبار) وهي ثابتة بالكتاب والسنة.
قال تعالى: {الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} [سورة الحشر: ٢٣].
وأخرج البخاري في صحيحه رقم (٧٤٣٩) عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - في الرؤية " ... قال: فيأتيهم الجبَّار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة ... ".
ولاسم (الجبار) معان منها:
١ - أنه الذي يجبر ضعف الضعفاء من عباده, ويجبر كسر القلوب المنكسرة من أجله، الخاضعة لعظمته وجلالته، فكم جبر سبحانه من كسير، وأغنى من فقير، وأعز من ذليل، وأزال من شدة، ويسر من عسير، وكم جبر من مصاب، فوفقه للثبات والصبر، وأعاضه من مصابه أعظم الأجر، فحقيقة هذا الجبر هو إصلاح حال العبد بتخليصه من شدته ودفع المكاره عنه.
٢ - أنه القهار، دان كل شيء لعظمته، وخضع كل مخلوق لجبروته وعزته، فهو يجبر عباده على ما أراد مما اقتضته حكمته ومشيئته, فلا يستطيعون الفكاك منه.
٣ - أنه العلي بذاته فوق جميع خلقه، فلا يستطيع أحد منهم أن يدنوا فيه.
٤ - أنه المتكبر عن كل سوء ونقص، وعن مماثلة أحد، وعن أن يكون له كفو أو ضد أو سمي أو شريك في خصائصه وحقوقه.
انظر "النونية" (٢/ ٩٥ - شرح الهراس). "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة (ص ١٩).
(٢) قاله ابن الأثير في"النهاية" (٢/ ٤٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>