للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والذي ألجأ أئمة التفسير إلى ارتكاب المجاز (١): أن هذا عهد لا يذكره بنو آدم، وتقدم الجواب عنه.

قالوا: ولأنه لا يؤخذ العهد إلا على من كلف، وأدرك ما يقال له.

وجوابه: لا مانع أنه تعالى كمل عقولهم، وعرفوا ما يقال لهم، والإيمان بالله وحكمته لا تأبى ذلك، وفي المسألة مباحث طويلة.

قوله: "وبيصاً": [أقول] (٢) بفتح الواو فموحدة فمثناة تحتية فصاد مهملة بريقاً ولمعاناً.

قوله: "فجحد آدم":

أقول: الجحد: إنكار الجاحد ما هو عالم به، ولا لوم على آدم - عليه السلام - في ذلك، فقد ثبت في الحديث القدسي: "إن العبد يكره الموت وأن الله يكره مساءة عبده المؤمن" (٣) فلم يجعل تعالى كراهة الموت ذنباً، فإنه كراهة جبلية طبيعية بشرية، ولا ينافيه حديث: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه" (٤) فإنه ليس فيه إلا الإخبار بأن [٣٠٩/ ب] محبة لقاء الله سبباً لمحبة الله لقاءه، والكاره للموت كاره لكربه وشدائده لا للقاء الله.


(١) تقدم رده.
(٢) زيادة من (أ).
(٣) أخرجه "البخاري" في "صحيحه" رقم (٦٥٠٢) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٤) أخرجه "البخاري" رقم (٦٥٠٨) ومسلم رقم (٢٦٨٦) من حديث أبي موسى الأشعري.
وأخرجه أحمد في "المسند" (٣/ ١٠٧) من حديث أنس - رضي الله عنه -.
وأخرجه أحمد في "المسند" (٥/ ٣١٦) من حديث عبادة بن الصامت.
وأخرجه أحمد في "المسند" (٦/ ٤٤) من حديث عائشة - رضي الله عنها -.

<<  <  ج: ص:  >  >>