للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "وخطي آدم": أي: ارتكب الخطيئة. والذي يظهر لي أنه أريد بنسيان الذرية نسيانهم العهد الذي أخذ عليهم في الآية الذي ورد الحديث تفسيراً لها، وذكره هنا لذلك، والله أعلم بمراد رسوله - صلى الله عليه وسلم -[٨٠/ أ]، [٣١٠/ ب].

[قوله] (١): "بأكله الشجرة": [فارتكبت] (٢) الخطايا ذريته، ونرجو أن يوفق للتوبة كما وفق آدم كما قال تعالى: {ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (١٢٢)} (٣).

واعلم أن هذا سيأتي في حرف الخاء المعجمة في بدء الخلق، وفيها زيادات منها أنه كتب عُمْر كلّ إنسان بين عينيه، وأن عُمر داود كُتب أربعين سنة فزاده آدم من عمره ستين، وكان عمر آدم ألف سنة.

والحديث أخرجه الترمذي (٤) عن أبي هريرة أيضاً إلا أنه قال (٥): وهذا الحديث حسن صحيح، وقال في الحديث الآتي: حسن غريب. وما وصفه بالصحة مقدم على ما وصفه بالغرابة، فهذه الرواية أرجح من الآتية.

قلت: والذي أظنه أنه انقلب على بعض الرواة فجعل الأربعين عمر داود والستين هبة آدم، وهو بالعكس كما صرحت به هذه الرواية التي صححها الترمذي، ويؤيد الانقلاب أنه تعالى قد علم طبعاً أن داود سيجعله نبياً، وثبتت حكمته تعالى أن لا يرسل نبياً إلا بعد بلوغه سن الأربعين، فلو كتب عمر داود أربعين لما تم إرساله نبياً، ولا أنزل عليه [الزبور] (٦)


(١) زيادة من (ب).
(٢) في (ب) فارتكب.
(٣) سورة طه الآية (١٢٢).
(٤) في "السنن" رقم (٣٠٧٦)، وهو حديث حسن.
(٥) في "السنن" (٥/ ٢٦٧).
(٦) في (أ) الإنجيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>