للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يشترط في الفئة القرب كما قال - صلى الله عليه وسلم - لمن قال من جيش مؤتة: نحن الفرارون. قال: "بل أنتم العكارون" وأنا فئتكم مع بعد المسافة [٣١٥/ ب] انتهى وهو حسن (١).

٤ - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - فِي قَولِه تَعَالَى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ} الآية. قَالَ: هُمْ نَفَرٌ مِنْ بَنِي عبد الدَّارِ. أخرجه البخاري (٢). [صحيح]

قوله في حديث ابن عباس: "من بني عبد الدار":

أقول: أي: ابن قصي. قال ابن عباس (٣): كانوا يقولون: نحن صم بكم [عميّ] (٤) عما جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - فقتلوا جميعاً بأحد، وكانوا أصحاب اللواء، ولم يسلم منهم إلا رجلان مصعب بن عمير، وسونيط بن حرملة.

"والصم": جمع: الأصم، وهو الذي لا يسمع (٥).

"والبكم": جمع: الأبكم، وهو الذي لا يتكلم خرساً (٦).


(١) قال ابن جرير في "جامع البيان" (١١/ ٨١ - ٨٢): وأول التأويلين في هذه الآية بالصواب عندي: قول من قال: حكمها محكم، وأنها نزلت في أهل بدر، وحكمها ثابت في جميع المؤمنين، وأن الله حرم على المؤمنين إذا لقوا العدو أن يولوهم الدبر منهزمين إلا لتحريف لقتال، أو لتحيز إلى فئة من المؤمنين حيث كانت من أرض الإسلام، وأن من ولاهم الدبر بعد الزحف لقتال منهزماً بغير نية إحدى الخلتين اللتين أباح الله التولية بهما، فقد استوجب من الله وعيده إلا أن يتفضل الله عليه بعفوه.
(٢) في "صحيحه" رقم (٤٦٤٦).
وأخرجه ابن جرير في "جامع البيان" (١١/ ١٠١) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٥/ ١٦٧٧).
(٣) أخرجه ابن جرير في "جامع البيان" (١١/ ١٠٠) عن عكرمة.
(٤) زيادة من (أ).
(٥) زيادة من (أ).
(٦) قاله ابن الأثير في "جامع الأصول" (٢/ ١٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>