للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنما سماهم الله بذلك لعدم انتفاعهم بالأسماع في قبول الدعوة إلى الإيمان، وعدم النطق بكلمة التوحيد؛ لا أنهم كذلك حقيقة إذ لو كانوا كذلك حقيقة لم يكلفوا ولا ذموا.

٥ - وَعَن أَنَسَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: {اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ} الآية. فَنَزَلَتْ: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} الآية. فَلمَّا أخْرَجُوهُ نَزَلَتْ: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} الآيَةَ. أخرجه الشيخان (١). [صحيح]

قوله في حديث أنس: "قال: قال أبو جهل: [اللهم! ... إلخ"] (٢).

أقول: قال الحافظ في "الفتح" (٣): ظاهره أنه القائل، وقد نسب إلى جماعة فلعله بدأ به ورضي الباقون فنسب إليهم. وقد روى الطبراني (٤) من طريق ابن عباس: أن قائل ذلك هو النضر بن الحارث قال: فأنزل الله: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (١)}. وكذا قال مجاهد (٥) وعطاء (٦).


(١) أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (٤٦٤٨) وطرفه (٤٦٤٩) ومسلم في "صحيحه" رقم (٢٧٩٦).
(٢) زيادة من (أ).
(٣) (٨/ ٣٠٩).
(٤) قال الحافظ في "الفتح" (٨/ ٣٠٩): وقد روى الطبراني من طريق ابن عباس أن القائل ذلك هو النضر بن الحارث قال: فأنزل الله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (١)}، وكذا قال مجاهد، وعطاء، والسدي: ولا ينافي ذلك ما في الصحيح لاحتمال أن يكونا قالاه، ولكن نسبته إلى أبي جهل أولى.
(٥) أخرجه ابن جرير في "جامع البيان" (١١/ ١٤٤).
(٦) أخرجه ابن جرير في "جامع البيان" (١١/ ١٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>