للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فروى ابن أبي حاتم (١) من طريق علي بن طلحة عن ابن عباس أن معنى قوله: {وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (٣٣)} أي: من سبق له من الله أنه سيؤمن.

وقيل: من كان بين أظهرهم حينئذ من المؤمنين. قاله الضحاك (٢) وأبو مالك (٣).

قلت: يؤيد أنه تعالى قال: {وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (٢٥)} (٤).

وأخرج الطبراني (٥) من طريق ابن أبزى قال: كان من بقي بمكة من المسلمين يستغفرون، فلما خرجوا أنزل الله: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} (٦) الآية.

فأذن الله في فتح مكة، وهو العذاب الذي وعدهم الله به.


(١) في "تفسيره" (٥/ ١٦٩٢).
قلت: وأخرجه ابن جرير في "جامع البيان" (١١/ ١٥٥) والبيهقي في الدلائل (٣/ ٧٦).
(٢) أخرجه ابن جرير في "جامع البيان" (١١/ ١٤٩) والنحاس في الناسخ (ص ٤٦٥) وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٥/ ١٦٩١).
(٣) أخرجه ابن جرير في "جامع البيان" (١١/ ١٤٩).
(٤) سورة الفتح الآية: (٢٥).
(٥) عزاه إليه السيوطي في "الدر المنثور" (٤/ ٥٩).
(٦) سورة الأنفال آية: (٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>