للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "من آخر القرآن نزولاً".

أقول: قال الحافظ في "الفتح (١) ": المراد بعضها أو معظمها، وإلا ففيها آيات كثيرة قبل سنة الوفاة النبوية، وأوضح من ذلك أن أول براءة نزلت عند فتح مكة في سنة تسع عام حج أبي بكر، وقد نزلت: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} وهي في سورة المائدة سنة عشر في حجة الوداع، فالظاهر أن المراد معظمها ولا شك أن غالبها نزل في غزوة تبوك، وهي آخر غزوات النبي - صلى الله عليه وسلم -، وسيأتي في تفسير: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١)} أنها آخر سورة نزلت، واذكر الجمع هناك. انتهى.

قوله: "ووضعتها في السبع الطوال".

أقول: عبارة (٢) الترمذي بحذف (٣) لام السبع كما تقدم، وفيه دليل أنه اجتهاد من عثمان وظن، وأن ترتيب بعض السور غير توقيفي.

قوله: "أخرجه الترمذي".

قلت: وقال (٤): هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث عوف عن يزيد الفارسي، عن ابن عباس، ويزيد الفارسي هو من التابعين من أهل البصرة، ويزيد بن أبان الرقاشي من أهل البصرة، هو أصغر من يزيد الفارسي، ويزيد الرقاشي إنما يروي عن أنس. انتهى.

٢ - وَعَنْ ابْنِ جُبَيْرٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - سُورَةُ التَّوْبَةِ؟ قَالَ: [بَلْ] (٥) هِيَ الْفَاضِحَةُ مَا زَالَتْ تَنْزِلُ وَمِنْهُمْ وَمِنْهُمْ، حَتَّى ظَنُّوا أَنْ لاَ يَبْقَى مِنَّا أَحَدٌ إِلاَّ ذُكِرَ فِيهَا. قَالَ


(١) (٨/ ٣١٦ - ٣١٧).
(٢) في "السنن" (٥/ ٢٧٢ رقم ٣٠٨٦).
(٣) وليس فيه ما أشار إليه ابن الأمير.
(٤) في "السنن" (٥/ ٢٧٣).
(٥) سقط من المخطوط.

<<  <  ج: ص:  >  >>