للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله في حديث ابن عمر: "لما توفي عبد الله بن أُبَيًّ".

أقول: كانت وفاته بعد منصرفهم من تبوك في شهر القعدة سنة تسع.

قال: ابنه هو عبد الله بن عبد الله (١) كان من المخلصين.

قوله: "فأعطاه" أي: قميصه، قيل: وإنما لم ينهه الله عن التكفين في قميصه، ونهاه عن الصلاة؛ لأن الضنة بالقميص يكون مخلاً بالكرم؛ لأنه مكافأة له لإلباسه العباس قميصه حين أسر ببدر، والصلاة دعاء للميت واستغفار له، وهو منهي عنه في حق الكافر.

قوله: "إنما خيري [ربي] (٢) ".

أقول: استشكل فهم التخيير من الآية حتى أقدم جماعة من الأكابر على الطعن في صحة هذا الحديث مع كثرة طرقه، واتفاق الشيخين وسائر من خرج على الصحيح على تصحيحه.

قال ابن التين (٣): مفهوم الآية تزل فيه الأقدام حتى أنكر القاضي أبو بكر الباقلاني (٤) صحة الحديث وكذا إمام الحرمين (٥) والغزالي (٦) وسبب ذلك أن الذي يفهم من الآية إنما هو


(١) أخرج الطبري في "جامع البيان" (١١/ ٥٩٩) عن الشعبي، قال: دعا عبد الله بن عبد الله بن أُبي بن سلول النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى جنازة أبيه، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من أنت؟ " قال: الحباب بن عبد الله بن أبي، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "بل أنت عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول، إن الحباب هو الشيطان".
وانظر "فتح الباري" (٨/ ٣٣٤).
(٢) في (أ) الله.
(٣) كذا في المخطوط، والذي في "فتح الباري" (٨/ ٣٣٨) قال ابن المنير: مفهوم الآية: زلت فيه الأقدام، حتى أنكر القاضي أبو بكر صحة الحديث.
(٤) في "التقريب والإرشاد" (٣/ ٣٤٠، ٣٤٤).
(٥) في "البرهان" (١/ ٤٥٨) حيث قال: هذا لم يصححه أهل الحديث. انظر "فتح الباري" (٨/ ٣٣٨).
(٦) في "المستصفى" (٣/ ٤٢١) حيث قال: والأظهر أنه غير صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>