للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بهذه الصيغة، ونظائرها كثيرة في الواقعات لو تتبعتها لحصلت على أمثلة كثيرة قد نزلت من اللطف بمكان، ونجعل الحديث النبوي أسها ومنارها. انتهى.

قلت: هو كلام حسن إلا أنه يبقى فيه بحثين:

الأول: أنه كيف يحمله - صلى الله عليه وسلم - على التخيير والمبالغة مع أنه ما تم الكلام إلا بقوله: {فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُم} فبعد هذا النفي المؤكد لا يبقى طمع.

الثاني (١): أن الطمع يتصور في الممكن كالأمثلة الذي ذكرها، والمغفرة للكافر غير ممكنة شرعاً بعد إخبار الله أنه لن يغفر لهم.

والأقرب أن الحديث من المتشابه لا يعلم تأويله إلا الله والمتشابه من الحديث ثابت كالمتشابه من القرآن كما صرح به الأئمة.

٢٢ - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: "نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي أَهْلِ قُبَاءَ: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (١٠٨)} قَالَ: كَانُوا يَسْتَنْجُونَ بِالْمَاءِ فَنَزَلَتْ هَذ الآيَةُ فِيهِمْ". أخرجه أبو داود (٢) والترمذي (٣). [ضعيف]

قوله في حديث أبي هريرة: "نزلت في أهل قباء".


(١) انظر: "فتح الباري" (٨/ ٣٣٩ - ٣٤٠).
(٢) في "السنن" رقم (٤٤).
(٣) في "السنن" رقم (٣١٠٠).
قلت: وأخرجه ابن ماجه رقم (٣٥٧) وهو حديث ضعيف، وقد صححه الألباني.
انظر: "تلخيص الحبير" (١/ ١١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>