للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "وأنى بأرضك السلام؟ ".

معناه: وأين في هذا الأرض من يسلم (١)؟

قوله: "وكيف تصبر على ما لم تحط به خبراً".

أي: كيف تصبر وأنت نبي على ما أتولى من أمور ظاهرها مناكير وباطنها لم يحط به خبرك، وخبرا: تمييز أو مصدر، كأن لم تحط به معناه لم تخبره.

قوله: "إن شاء الله".

قيد بالمشيئة؛ لأنه لم يكن على ثقة من نفسه فيما أضمره، وهذه عادة الأنبياء والأولياء لا يثقون بأنفسهم طرفة عين.

قوله: "إمراً (٢) ".

أي: منكراً، والإمر في كلام العرب الداهية, وأصل كل شيء كبير يقال له: إمر، يقال: إمر القوم إذا كثروا.

قوله: "ترهقني (٣) ".

أي: تكلفني مشقة، والمعنى: لا تضيق علي أمري، وعاملني باليسر ولا تعاملني بالعسر.

قوله: "زاكية".


(١) قال القرطبي في "المفهم" (٦/ ١٩٩): معناه: من أين تعرف السلام بهذه الأرض التي أنت فيها؟ وهذا يحتمل وجهين:
أحدهما: أن ذلك الموضع كان قفراً لم يكن به أحد يصحبه, ولا أنيس فيكلمه, ويحتمل أن يكون أهل ذلك الموضع لا يعرفون السلام الذي سلم به موسى، إما لأنهم ليسوا على دين موسى، وإما لأنه ليس من كلامهم.
(٢) قاله الحافظ في "الفتح" (١/ ٢٢٠).
(٣) انظر: "النهاية في غريب الحديث" (١/ ٧٠٨) "الفائق" للزمخشري (٢/ ٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>