للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واعلم أن في هذه القصة أنواع من القواعد والأصول والفروع والآداب والنفائس المهمة:-

منها (١): أنه لا بأس على العالم والفاضل أن يخدمه المفضول، ويقضي حاجة ولا يكون هذا من أخذ العوض على تعليم العلم والأدب بل من مروءات الأصحاب وحسن العشرة، ودليله في [٣٦٧/ ب] هذه القصة حمل فتاه غداهما، وحمل أصحاب السفينة موسى والخضر بغير أجرة لمعرفتهم الخضر بالصلاح.

وفيها: الحث على التواضع في علمه وغيره وأنه لا يدعي أنه أعلم الناس، وأنه إذا سئل عن أعلم الناس؟ قال: الله أعلم.

ومنها (٢): بيان أصل عظيم من أصول الإسلام، وهو وجوب التسليم لكل ما جاء به الشرع، وإن كان بعضه لا تظهر حكمته للعقول، ولا يفهمه أكثر الناس، وقد لا يفهمونه كلهم، وموضع الدلالة قتل الغلام، وخرق السفينة فإن صورتهما صورة المنكر، وإن كان صحيحاً في نفس الأمر، وله حكمة بينة, لكنها لا تظهر للخلق، فإذا أعلم الله بها علموها، ولهذا قال: {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي}.

٤ - وَعَن أَبِي الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "كَانَ الْكَنْزُ ذَهَبَاً وَفِضّةً". أخرجه الترمذي (٣). [ضعيف جداً]

٥ - وَعَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ - رضي الله عنها - أَنَّ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعًا يَقُولُ: "لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ, فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ"، وَحَلَّقَ


(١) انظر: "فتح الباري" (١/ ٢٢٠ - ٢٢١). "الجامع لأحكام القرآن" (١١/ ٢٠٠١٨). "المفهم" (٦/ ٢١٦ - ٢١٧).
(٢) انظر: "فتح الباري" (١/ ٢٢٢).
(٣) في "السنن" رقم (٣١٥٢) وهو حديث ضعيف جداً.

<<  <  ج: ص:  >  >>