للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِإِصْبَعِهِ الإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا، فَقلْت: يَا رَسُولَ اللهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ "نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الخبْثُ". أخرجه الشيخان (١) والترمذي (٢). [صحيح]

"الخبْثُ" الفسق والفجور.

قوله في حديث زينب بنت جحش: "ويلٌ للعرب".

أقول: حفص العرب بذلك؛ لأنهم حينئذٍ كانوا معظم من أسلم (٣).

والمراد بالشر ما وقع (٤) بعده - صلى الله عليه وسلم - من قتل عثمان، ثم توالت الفتن حتى صارت العرب بين الأمم كالقصعة بين الأكلة كما وقع في الحديث الآخر: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم تداعي الأكلة على قصعتها" فإن المخاطب بذلك العرب.

قال القرطبي (٥): ويحتمل أن يراد بالشر ما أشار إليه في حديث أم سلمة:

"ماذا أنزل الليلة من الفتن، وماذا أنزل من الخزاين" فأشار بذلك إلى الفتوح التي فتحت بعدها فكثرت الأموال في أيديهم فوقع [٣٦٨/ ب] التنافس الذي جر الفتن، وكذلك التنافس على الإمرة، فإن معظم ما أنكروه على عثمان توليه أقاربه من بني أمية وغيرهم حتى أفضى ذلك إلى قتله وترتب على قتله من القتال بين المسلمين ما اشتهر واستمر.

قوله: "الإبهام والتي تليها".

هي عقد العشرة؛ لأن عقد العشرة أن يحلق بالإبهام والسبابة.


(١) أخرجه البخاري في الصحيحه رقم (٣٣٤٦) وأطرافه (٣٥٩٨، ٧٠٥٩، ٧١٣٥) ومسلم رقم (٢٨٨٠).
(٢) في "السنن" رقم (٢١٨٧).
(٣) قال الحافظ في "الفتح" (١٣/ ١١) وللإنذار بأن الفتن إذا وقعت كان الهلاك أسرع إليهم.
(٤) انظر: "فتح الباري" (١٣/ ١٣).
(٥) ذكره الحافظ في "الفتح" (١٣/ ١٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>