للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم يفطنوا لذلك لشدة شغل بالهم بما كانوا [٣٩١/ ب] فيه من الحديث، وفي غضون ذلك كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يريد أن يقوموا من غير أمرهم بمواجهتهم بالأمر بالخروج لشدة حيائه فيطيل الغيبة عنهم بالتشاغل بالسلام على نسائه، وهم في شغل بالهم، وكان أحدهم في أثناء ذلك أفاق عن غفلته، فخرج وبقي الاثنان، فلما طال ذلك، ووصل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى منزله، فرآهما فرجع فرأياه لما رجع، فحينئذ فطنا فخرجا، فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأنزلت الآية، وأرخى (١) الستر بينه وبين خادمه أنس أيضاً، ولم يكن له عهد بذلك. انتهى.

قوله: "وأقط": في "النهاية" (٢) قد تكرر في الحديث ذكر الأقط، وهو لبن مجفف يابس متحجر يطبخ به.

"والحيس" (٣): بالمهملتين أوله وأخره بينهما مثناة تحتيه: هو الطعام المتخذ من التمر والأقط والسمن، وقد يجعل عوض الأقط الدقيق.

قوله: "عشرة عشرة": إنما دعاهم كذلك؛ لأن الإناء الذي فيه الطعام لا يتحلق عليه أكثر من عشرة إلا لضرر، والقصد الرفق بهم.

٩ - وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: كَانَتْ خَوْلَة بِنْتُ حَكِيم مِنْ اللاَّتي وَهِبْنَ أَنْفُسَهُنَّ للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَتْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها -: أَمَا تَسْتَحِي الْمَرْأَةُ أَنْ تهَبَ نَفْسَهَا لرجُل؟ فَلَمَّا نَزَلَتْ: {تُرْجِي مَنْ


(١) قال الحافظ في "الفتح" (٨/ ٥٣٠) ووقع رواية الجعد: "فرجع فدخل البيت، وأرخى الستر .... ".
(٢) "النهاية في غريب الحديث" (١/ ٦٨) وانظر: "الفائق" للزمخشري (١/ ١٧٩).
(٣) "النهاية في غريب الحديث" (١/ ٤٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>