للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال - صلى الله عليه وسلم -: "المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون".

وهذه دنانيركم كما هي فلا أوثر الدنيا على مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وقال الشافعي - رحمه الله -: رأيت على باب مالك كراعاً من أفراس خراسان وبغال مصر، ما رأيت أحسن منه. فقلت له: ما أحسنه فقال: هو هدية مني إليك. فقلت: دَعْ لنفسك منها دابة تركبها. فقال: إني أستحي من الله تعالى أن أطأ تربة فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحافر دابة، ومناقبه أكثر من أن تحصى رحمة الله عليه (١).

البخاري (٢): هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي البخاري، وإنما قيل له: الجعفي لأن المغيرة أبا جَده كان مجوسياً أسلم على [يد] (٣) يمان البخاري، وهو الجُعْفي فنسب إليه، وجُعْفي: أبو قبيلة من اليمن، ولدَ يومَ الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلَتْ من شوال سنة أربع وتسعين ومائة، وتوفي ليلة الفطر سنة ست وخمسين ومائتين، وله اثنتان وستون سنة، إلا ثلاثة عشرَ يوماً، وَلَم يُعْقِبْ ولداً ذكراً، رحل في طلب العلم إلى جميع مُحدثي


= • وانظر تفصيلاً أوسع حول هذا القول في تحقيقي لـ "تنوير شرح الجامع الصغير" (ج ١ رقم ٢٨٨) لمحمد ابن إسماعيل الأمير الصنعاني.
(١) قال الإمام مالك: "سن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وولاه الأمر بَعْده سُنناً، الأخذُ بها اتباع لكتاب الله، واستكمالٌ بطاعة الله, وقوةٌ على دين الله، ليس لأحد تغييرهَا، ولا تَبديلُها، ولا النظرُ في شيء خالفها، من اهتدى بها، فهو مهتدٍ، ومن استنصر بها، فهو منصور، ومن تركها، اتبع غير سبيل المؤمنين، وولاه الله ما تولَّى، وأصلاهُ جهنم وساءت مصيراً" اهـ.
"الحلية لأبي نعيم" (٦/ ٣٢٤) و"سير أعلام النبلاء" (٩/ ٩٨).
(٢) انظر ترجمته في: "الجرح والتعديل" (٧/ ١٩١ رقم ١٠٨٦) و"تاريخ بغداد" (٢/ ٤ - ٣٤) و"طبقات الحنابلة" (١/ ٢٧١ - ٢٧٩ رقم ٣٨٧) و"تذكرة الحفاظ" (٢/ ٥٥٥ - ٥٥٧ رقم ٥٧٨) و"طبقات الشافعية" للسبكي (٢/ ٢١٢ - ٢٤١ رقم ٥٤).
(٣) في المخطوط (ب): (يدي) والصواب ما أثبتناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>