للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - وَعَنْه (١) - رضي الله عنه - فِي قوله تَعَالَى: {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى} إلى قوله: {وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (٢٧)} (٢) قال: نَصَح قَومَه حيَّاً وَميَّتَاً. أخرجهما رزين.

قوله: "أخرجهما رزين":

قلت: لم أجدهما في "الدر المنثور" (٣) بل الروايات فيه المرسل لهما (٤) عيسى [٣٩٨/ ب]).


(١) أخرجه ابن أبي حاتم كما في "تفسير القرآن العظيم" (١١/ ٣٥٥).
(٢) سورة يس آية: (٢٠ - ٢٧).
(٣) (٧/ ٤٨ - ٥٢).
(٤) قال ابن كثير في "تفسيره" (١١/ ٣٥٧ - ٣٥٨).
قال المفسرون: بعث الله إليهم جبريل - عليه السلام - فأخذ بعضادتي باب بلدهم، ثم صاح بهم صيحة واحدة فإذا هم خامدون عن آخرهم، لم تبق فيهم روح تردد في جسد.
وقد تقدم عن كثير من السلف أن هذه القرية هي أنطاكية، وأن هؤلاء الثلاثة كانوا رسلاً من عند المسيح - عليه السلام -؛ كما نص عليه قتادة وغيره، وهو الذي لم يذكر عن واحد من متأخري المفسرين غيره، وفي ذلك نظر من وجوه:
أحدهما: أن ظاهر القصة يدل على أن هؤلاء كانوا رسل الله عز وجل، لا من جهة المسيح، كما قال تعالى: {إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (١٤)} إلى أن قالوا: {رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (١٦) وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (١٧)} [يس: ١٤ - ١٧]، ولو كان هؤلاء من الحوارين لقالوا عبارة تناسب أنهم من عند المسيح - عليه السلام -، والله أعلم.
ثم لو كانوا رسل المسيح لما قالوا لهم: {إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا} [إبراهيم: ١٠]. =

<<  <  ج: ص:  >  >>