للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} الآية. قال: "أَتَدْرُونَ مَتَى ذَالِكُمْ؟ ذَلِكَ حِينَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيَمانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ. أخرجه الشيخان (١) والترمذي (٢). [صحيح]

قوله في حديث أبي ذر: "تسجد تحت العرش":

قال الخطابي (٣): وأما قول الله تعالى: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} (٤) فإنه لا يخالف هذا، لأن المذكور في الآية: إنما هو نهاية مدرك البصر إياها حال الغروب، ومصيرها تحت العرش للسجود إنما هو بعد غروبها، وليس معنى قوله: {تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} أنها تسقط في تلك العين فتغمرها، وإنما هو خبر عن الغاية التي بلغها ذو القرنين في مسيره حتى لم يجد وراءها مسلكاً، فوجد الشمس تتدلى عند غروبها فوق هذه العين، أو على سمت هذه العين، وكذلك يتراءى غروب الشمس لمن في البحر [وهو لا يرى الساحل يرى الشمس كأنها تغيب في البحر] (٥) وإن كانت حقيقة وراء البحر و (في) ها هنا بمعنى: فوق. أو بمعنى: على، وحروف الصفات تتبدل بعضها مكان بعض.


(١) أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (٣١٩٩) وأطرافه: (٤٨٠٢، ٤٨٠٣، ٧٤٢٤، ٧٤٣٣) ومسلم في "صحيحه" رقم (١٥٩).
(٢) في "السنن" رقم (٢١٨٦، ٣٢٢٧).
وأخرجه ابن جرير في "جامع البيان" (١٩/ ٤٣٥) والطيالسي رقم (٤٦٢) وأحمد (٥/ ١٥٢، ١٥٨، ١٧٧) والنسائي في الكبرى رقم (١١٤٣٠) وابن حبان رقم (٦١٥٤) من طريق الأعمش به.
وأخرج مسلم رقم (١٥٩) وأبو داود رقم (٤٠٠٢) وابن حبان رقم (٦١٥٣) من طريق إبراهيم التيمي به.
(٣) في "أعلام الحديث" (٣/ ١٨٩٤ - ١٨٩٥).
(٤) سورة الكهف آية: (٨٦).
(٥) زيادة من (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>