للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: وقال (١): هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. سمعت أبا زرعة يقول: روى عفان عن عمرو بن علي حديثاً. انتهى.

قلت: يريد أبو زرعة بعمرو بن علي الفلاس، وهو شيخ الترمذي في هذا الحديث، لأنه ساقه عنه.

وفي "التقريب" (٢) أن عمرو بن علي الفلاس ثقة حافظ. انتهى.

فلا أدري ما وجه قول أبي زرعة؟

٣ - وَعَن ابْن عَبَّاس - رضي الله عنهما - فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} قَالَ: الصَّبْرُ عِنْدَ الْغَضَبِ، وَالْعَفْوُ عِنْدَ الإِسَاءَةِ، فَإِذَا فَعَلُوهُ عَصَمَهُمُ الله تَعَالَى، وَخَضَعَ لَهُمْ عَدُوُّهُمْ. أخرجه البخاري (٣) معلقاً.

قوله في حديث ابن عباس: "أخرجه البخاري معلقاً":


(١) في "السنن" رقم (٥/ ٣٧٦ - ٣٧٧).
(٢) (٢/ ٧٥ رقم ٧٤٠).
وانظر "تهذيب التهذيب" (٣/ ٢٩٣ - ٢٩٤).
(٣) في "صحيحه" رقم (٨/ ٥٥٥ - ٥٥٦) الباب رقم (٤١).
• وقد وصله ابن جرير في "جامع البيان" (٢٠/ ٤٣٢) من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [فصلت: ٣٤]، قال: أمر الله المؤمنين بالصبرعند الغضب والحلم والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله من الشيطان، وخضع لهم عدوهم، كأنه وليٌ حميم.
وعلي بن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس، ووصله ابن جرير في "جامع البيان" (٢٠/ ٤٣٣) عن عبد الكريم الجزري، عن مجاهد: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [فصلت: ٣٤] قال السلام عليك إذا لقيته.
وأخرج أثر مجاهد عبد الرزاق في "تفسيره" (٢/ ١٨٧) وفي مصنفه رقم (٢٠٢٢٥) والبيهقي في "شعب الإيمان" رقم (٦٦٢٣) عن معمر به.

<<  <  ج: ص:  >  >>