وَحُصُولِ التَّفَاوُتِ وَظُهُورِ الْغَبْنِ الْفَاحِشِ وَخُرُوجِ بَعْضِ مَا كَانَ خَفِيًّا مِنْ التَّرِكَةِ.
وَطَالَتْ الْخُصُومَةُ بَيْنَهُمْ فِي ذَلِكَ فَاجْتَمَعَ السَّادَةُ وَالْمَشَايِخُ الْأَئِمَّةُ مِنْ أَهْلِ كُورَةِ كَذَا وَعَقَدُوا مَجْلِسًا فِي مَوْضِعِ كَذَا لِلتَّأَمُّلِ فِي هَذِهِ الْحَادِثَةِ وَالْفَصْلِ بَيْنَ هَؤُلَاءِ الْخُصُومِ بِطَرِيقِ التَّوَسُّطِ بِمَشْهَدِ الْقَاضِي فُلَانٍ وَنَدَبُوهُمْ إلَى الصُّلْحِ فَاتَّفَقُوا عَلَى أَنْ يَدْفَعَ هَؤُلَاءِ الْإِخْوَةُ إلَى فُلَانَةَ مُوَكِّلَةِ هَذَا عَنْ جَمِيعِ دَعَاوِيهَا وَخُصُومَاتِهَا فِي هَذِهِ التَّرِكَةِ كَذَا وَكَذَا فَتَرَاضَوْا بِهِ فَصَالَحَ هَذَا الْوَكِيلُ بِحُكْمِ هَذِهِ الْوَكَالَةِ عَنْ جَمِيعِ دَعَاوِيهَا مِنْ الْمَهْرِ وَالثُّمُنِ مِنْ تَرِكَةِ زَوْجِهَا هَؤُلَاءِ الْإِخْوَةَ عَلَى كَذَا صُلْحًا صَحِيحًا جَائِزًا قَاطِعًا لِلْخُصُومَاتِ دَافِعًا لِلْمُنَازَعَاتِ وَقَبِلَ هَؤُلَاءِ هَذَا الصُّلْحَ مِنْ هَذَا الْوَكِيلِ عَلَى هَذَا الْمَالِ وَأَقَرُّوا جَمِيعًا طَائِعِينَ بِوُجُوبِ هَذَا الْمَالِ وَهُوَ بَدَلُ الصُّلْحِ لِفُلَانَةَ هَذِهِ الْمُوَكِّلَةِ فِي هَذِهِ التَّرِكَةِ وَأَنَّهُمْ بَذَلُوا لَهَا عِوَضًا عَنْ بَدَلِ هَذَا الصُّلْحِ جَمِيعَ الدَّارِ الْمُشْتَمِلَةِ عَلَى الْبُيُوتِ الَّتِي هِيَ فِي مَوْضِعِ كَذَا وَيَحُدُّهَا وَجَمِيعَ الْكَرْمِ الَّذِي فِي مَوْضِعِ.
كَذَا وَيَحُدُّوهُ بِحُدُودِهِمَا وَحُقُوقِهِمَا كُلِّهَا وَكَذَا وَكَذَا، وَقِيمَةُ هَذِهِ الدَّارِ كَذَا وَقِيمَةُ هَذَا الْكَرْمِ كَذَا وَقَبِلَ هَذَا الْوَكِيلُ ذَلِكَ كُلَّهُ لَهَا وَقَبَضَهُمَا عِنْدَهُ بِتَسْلِيمِ ذَلِكَ كُلِّهِ إلَيْهِ فَارِغًا عَنْ مَوَانِعِ التَّسْلِيمِ وَأَبْرَأَهُمْ عَنْ بَدَلِ الصُّلْحِ الْمَذْكُورِ فِيهِ إبْرَاءً جَائِزًا وَأَقَرُّوا جَمِيعًا بِمِلْكِيَّةِ هَذَيْنِ الْمَحْدُودَيْنِ لِهَذِهِ الْمُوَكِّلَةِ لَا حَقَّ لَهُمْ وَلَا لِوَاحِدٍ مِنْهُمْ وَلَا لِغَيْرِهِمْ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ وَلَا دَعْوَى وَلَا كَذَا إلَى آخِرِهِ فَمَتَى ادَّعُوا إلَى آخِرِهِ وَضَمِنُوا لَهَا الدَّرْكَ فِيهِمَا وَضَمِنَ الْوَكِيلُ لَهُمْ عَنْ مُوَكِّلَتِهِ جَمِيعَ مَا يُدْرِكُهُمْ فِي سَائِرِ التَّرِكَةِ الَّتِي بَقِيَتْ فِي أَيْدِيهِمْ وَقَضَى بِصِحَّةِ ذَلِكَ كُلِّهِ قَاضٍ مِنْ قُضَاةِ الْمُسْلِمِينَ وَأَشْهَدُوا إلَى آخِرِهِ.
(الصُّلْحُ عَنْ الْوَصِيَّةِ بِسُكْنَى دَارٍ بِعَيْنِهَا عَلَى دَرَاهِمَ) شَهِدَ الشُّهُودُ إلَى قَوْلِنَا ادَّعَى فُلَانٌ أَنَّ فُلَانًا وَالِدَ هَذَا الْمُدَّعَى عَلَيْهِ أَوْصَى لِهَذَا الْمُدَّعِي بِسُكْنَى جَمِيعِ الدَّارِ الَّتِي هِيَ بِمَوْضِعِ كَذَا وَيَحُدُّهَا أَبَدًا مَا عَاشَ أَوْ مُدَّةَ كَذَا وَمَاتَ عَلَى ذَلِكَ فَلَمْ يَرْجِعْ وَلَمْ يُغَيِّرْ وَهِيَ تَخْرُجُ مِنْ ثُلُثِ مَالِهِ وَقَبِلَ هُوَ مِنْهُ هَذِهِ الْوِصَايَةَ بَعْدَ مَوْتِهِ وَمَاتَ وَتَرَكَ وَارِثًا وَاحِدًا وَهُوَ هَذَا الْمُدَّعَى عَلَيْهِ لَا وَارِثَ لَهُ غَيْرُهُ ثُمَّ صَالَحَهُ مِنْ جَمِيعِ دَعْوَاهُ هَذِهِ عَلَى كَذَا دِرْهَمًا صُلْحًا جَائِزًا قَاطِعًا لِلْخُصُومَةِ رَافِعًا لِلْمُنَازَعَةِ فَقَبِلَ هُوَ مِنْهُ هَذَا الصُّلْحَ بِهَذَا الْبَدَلِ إلَى آخِرِهِ.
(الصُّلْحُ عَنْ الْوَصِيَّةِ بِسُكْنَى دَارٍ بِعَيْنِهَا عَلَى سُكْنَى دَارٍ أُخْرَى) هُوَ كَالْأَوَّلِ فِي الِابْتِدَاءِ وَيَكْتُبُ عِنْدَ بَدَلِ الصُّلْحِ ثُمَّ صَالَحَهُ مِنْ جَمِيعِ دَعْوَاهُ هَذِهِ عَلَى سُكْنَى دَارٍ أُخْرَى مِنْ هَذِهِ التَّرِكَةِ مَوْضِعُهَا كَذَا بِحُدُودِهَا وَحُقُوقِهَا كَذَا سَنَةً كَامِلَةً أَوْ يَقُولُ سَنَتَيْنِ كَامِلَتَيْنِ أَوْ يَقُولُ ثَلَاثَ سِنِينَ كَوَامِلَ أَوَّلُهَا غُرَّةُ شَهْرِ كَذَا مِنْ سَنَةِ كَذَا وَآخِرُهَا سَلْخَ شَهْرِ كَذَا مِنْ سَنَةِ كَذَا صُلْحًا جَائِزًا صَحِيحًا وَكَذَا لَهُ إمْسَاكُهَا لِيَسْكُنَهَا بِنَفْسِهِ وَيُسَكِّنَ مَنْ أَحَبَّ وَيَعْمَلَ فِيهَا بِرَأْيِهِ ثُمَّ يَذْكُرُ الْقَبْضَ وَالْإِبْرَاءَ وَالتَّفَرُّقَ وَضَمَانَ الدَّرْكِ وَهَذَا صَحِيحٌ عِنْدَ أَكْثَرِ مَشَايِخِنَا - رَحِمَهُمْ اللَّهُ تَعَالَى - وَعِنْدَ بَعْضِهِمْ لَا يَجُوزُ كَإِجَارَةِ سُكْنَى دَارٍ وَالْأَحْوَطُ أَنْ يُلْحِقَ لَهُ حُكْمَ الْحَاكِمِ.
(الصُّلْحُ عَنْ دَعْوَى عَيْنٍ أَوْ دَيْنٍ عَلَى سُكْنَى دَارٍ أَوْ مَنْفَعَةٍ أُخْرَى) يَكْتُبُ: هَذَا مَا شَهِدَ إلَى قَوْلِنَا ادَّعَى عَلَى فُلَانٍ جَمِيعَ الدَّارِ الَّتِي هِيَ فِي مَوْضِعِ كَذَا أَوْ ادَّعَى عَلَيْهِ أَلْفَ دِرْهَمٍ غِطْرِيفِيَّةً سُودًا عَتِيقَةً رَائِجَةً جَيِّدَةً مَعْدُودَةً ثُمَّ صَالَحَهُ مِنْ دَعْوَاهُ هَذِهِ عَلَى سُكْنَى جَمِيعِ الدَّارِ الَّتِي هِيَ فِي مَوْضِعِ كَذَا وَيَحُدُّهَا سَنَةً كَامِلَةً أَوْ كَذَا عَلَى زِرَاعَةِ أَرْضِهِ الَّتِي فِي مَوْضِعِ كَذَا وَيَحُدُّهَا سَنَةً كَامِلَةً مَا بَدَا لَهُ مِنْ غَلَّةِ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ أَوْ عَلَى خِدْمَةِ عَبْدِهِ الْمُسَمَّى كَذَا سَنَةً كَامِلَةً أَوْ عَلَى رُكُوبِ دَابَّتِهِ وَيَذْكُرُ جِنْسَهَا وَصِفَتَهَا وَيُبَيِّنُ الْمُدَّةَ بِتَارِيخِهَا صُلْحًا صَحِيحًا جَائِزًا وَيَذْكُرُ الْقَبُولَ مِنْ الْآخَرِ وَالْقَبْضَ وَضَمَانَ الدَّرْكِ مِنْ الْجَانِبَيْنِ وَالْإِشْهَادَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute