والشاهد فيه على نصب (منفسا) بإضمار فعل تقديره: أن أهلكت منفسا أهلكته.
[إعمال (ما) عمل ليس]
قال سيبويه في باب (ما): فإن قلت ليس زيد إلا ذاهبا، أدخلت ما يوجب كما أدخلت ما ينفي، فلم تقو (ما) في قلب المعنى، كما لم نقو في تقديم الخبر.
يعني أن (ما) على مذهب أهل الحجاز تعمل ما دامت على ترتيب الأصل وبقاء معنى النفي، فإن أدخلت (إلا) بين الاسم والخبر؛ بطل معنى النفي فبطل عملها، لأن الخبر يصبح موجبا بدخول (إلا) وأن تقدم الخبر على الاسم بطل العمل؛ لزوال ترتيب الكلام في الأصل، وترتيب الكلام في الأصل أن يكون الاسم قبل الخبر.
قال سيبويه: وزعموا أن بعضهم قال وهو الفرزدق:
وما أُعيدَ لهمْ - حتى أتَيْتَهُمُ - ... أزمانُ مَروانَ إذ في وَحْشِها غِرَرُ
(فأَصبحوا قد أعادَ اللهُ نعمتَهُمْ ... إذْ هم قريشٌ وإذْ ما مثلَهُمْ بشَرْ)