وكان الجرنفش أسرته الديلم، وكانوا يجعلونه بالليل في تابوت ويقيدونه بالنهار، فبعث إلى قومه بهذه الأبيات.
والمغلغلة: الرسالة، فقد أتى لك: أي حان لك، ويحتمل أن تكسر الكاف من (لك) كأنه يخاطب القبيلة، ويجوز أن تفتح إذا أراد الحي. أراد إنه قد حان لكم أن تسعوا في أمري حتى تخلصوني مما أنا فيه.
وكأن تركهم له في طول هذه المدة بمنزلة ترك اللحم نيئا، وسعيهم في خلاصة بمنزلة إنضاج اللحم. والمكتبل: المغلول.
[العطف على خبر ليس]
قال سيبويه: ومثل ذلك قول الأعور الشنسي:
هونْ عليك فإنَّ الأمورَ ... بكَف الإلهِ مقاديرها
(فليس بآتيك مَنْهِيّها ... ولا قاصرٌ عنك مأموُرها)
(منهيها) مضاف إلى ضمير (الأمور) و (مأمورها) مضاف إلى ضمير (الأمور) و (منهيها) رفع لأنه اسم (ليس) و (بآتيك) خبر ليس. وفي قوله: ولا قاصر عنك
مأمورها وجوه ثلاثة:
أحدها أن ترفع (مأمورها) بالابتداء و (قاصر) مرفوع لأنه خير الابتداء، والجملة معطوفة على الجملة المتقدمة. كما تقول: ليس زيد قائما ولا عمرو منطلق، فتعطف قولك: ولا عمرو منطلق وهو جملة؛ على الجملة المبنية على (ليس)، وليس يتعلق إعراب إحدى الجملتين بإعراب الأخرى.
والوجه الثاني أن تنصب (قاصرا) وتعطف (مأمورها) على اسم ليس و (قتصرا) على موضع الباء في قولك (بآتيك). فالعطف في هذا هو عطف اسمين على