أي مقشور ترابه، وفي (يستدرج) ضمير من الذيل، يريد أن ذيل الريح يستدرج التراب يحمله. والفن: الضرب، و (فن) رفع معطوف على (ذيل). زعم أن لكل ريح في هذا الربع مكانا تسفره تقلع ترابه. وفن: مكان آخر تغطيه بتراب تحمله من مكان غيره إليه، فهي تأخذ التراب من مكانْ وتحمله إلى مكان آخر. والمعفور: مأخوذ من العفرْ وهو التراب، ويقال للمغطى بالتراب: معفور.
[خبر الأحوص]
قدم الأحوص البصرة، فخطب إلى رجل من بني تميم ابنتهْ وذكر له نسبه. فقال له: هات لي شاهدا واحدا يشهد أنك ابن من حمى الدّبر وأزوّجك، فجاءه بمن يشهد له على ذلك، فزوجه إياها. وشرطت عليه ألا يمنعها من أحد من أهلها، فخرج بها إلى المدينة، وكانت أختها عند رجل من بني تميم قريبا من طريقهم، فقالت له: اعدل بي إلى أختي، ففعل.
فذبحت لهمْ وأكرمتهمْ وكانت من أحسن النساء، وكان زوجها من إبله، فقالت امرأة الأحوص له: أقم حتى يأتي، فلما أمسوا راح مع إبله برعائه، وراحت غنمه ورعاؤه، فراح من ذلك أمر كثير.
واسم الرجل مطر، فلما رآه الأحوص ازدراهْ واقتحمته عينه، وكان دميما قبيحا. فقالت له زوجته: قم إلى سلفك فسلّم عليه. . . فقال - وأشار إلى أخت زوجته
بإصبعه -:
(سلامُ اللهِ يا مَطرُ عليها ... وليس عليك يا مطرُ السلامُ)