وذكر عن بعض شيوخنا إنه قال: العذير في هذا البيت: الصوت، وقد ورد عليه، وعاد عليه: يريد: عاد عليه بالنفع والسلامة، وكون بعض هذه الخيل مهزولا ولا يمكن الطلب عليه، ولو كانت سمانا للحقناه. وكانت بنو ضبة غزت باهلة وعليهم حكيم بن قبيصة بن ضرار الضبي، فهزمتهم باهلة، وجرحوا حكيما، وقتلوا عبيدة الضبي.
[رفع بعض المصادر - في الدعاء]
قال سيبويه في المنصوبات: قال حسان:
(هاجيتُمُ حسانَ عند ذَكائِهِ ... غَيٌّ لمن ولَدَ الحِماسُ طويلُ)
أن الهجاَء إليكمُ لَتَعِلَّةٌ ... فَتَحَشّشوا أن الذّليلُ
الشاهد فيه إنه رفع (غي) وهو من باب المصادر التي يدعا بها، وهو مبتدأ وخبره (لمن).
والذكاء: الكبر: يقال منه ذكى الرجل: إذا أسن. والحماس: أبو لطن من بني الحارث بن كعب. وقوله: أن الهجاء إليكم لتعلة، يريد أن الهجاء قد وجد سببا إليكم وإلى نيل أعراضكم، فتحششوا: تهيئوا لسماعه، واصبروا على ما يرد عليكم منه.